آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

الشيخ محمد ناصر بن خلف العبادي (مُفتي الشوافع) في حيدر أباد

السبت - 06 أغسطس 2022 - الساعة 12:44 م

‫د.علي صالح الخلاقي‬‎
بقلم: ‫د.علي صالح الخلاقي‬‎
- ارشيف الكاتب


احتل اليافعيون في مهجرهم الهندي مراتب عسكرية وسياسية ودينية عالية ، وبشكل خاص في نظام حيدر عباد, ونبغ بعضهم في مجال العلم والفقه، نذكر منهم -على سبيل المثال- العالم صالح بن علي بن ناصر بن علي بن جابر اليافعي، وقد ألف كتاب (الشواظ المتلظي في الذب عن عقيدة العلامة الحفظي)، وهو عبارة عن رسالة طويلة في الدفاع عن منظومة (عقد اللآل في فضائل الآل) للعلامة أحمد بن عبدالقادر الحفظي الشافعي المتوفى سنة 1233هـ, وله مقالات نشرت في مجلة (المنار) المصرية في العقد الأول من القرن العشرين الميلادي. 
وممن برز مع مطلع القرن العشرين من اليافعيبن في حيدر أباد محمد بن عيسى بن عفيف بن علي  اليافعي الذي كان صاحب مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والتجويد، فضلاً عن إشرافه خلفاً لوالده على أشهر مركز لتعليم فنون المصارعة وتدريبها، ووالدته هي أخت الأديب والمحقق المشهور عمر بن صلاح بن يحيى اليافعي, الذي أدَّى دورًا كبيرًا في تجميع مخطوطات علمية نادرة وتعريفها للمجتمعات العلمية وإعدادها وتحقيقها وترجمتها للنشر.
واهتم كثيرون بتعليم أولادهم لما يحظى به المتعلمون من مكانة في المجتمع الهندي, بل حتى إن الأهل في يافع يفرحون كثيرًا لخبر أولادهم الذين التحقوا في مدارس العلم. ففي رسالة من قاضي خلاقة قاسم عبدالصفي محررة 25شوال 1315هجرية أرسلها إلى ولده محمد في الهند عبر فيها عن الفرحة والسرور لخبر ابنه الذي ذكر لهم أنه (يقرأ العلم)، ويحثه على الحفاظ على التمسك بمكانة الأجداد يقول بالنص: "أما من عندك فأنت ذكرت أنك بتقرأ العلم، وفرحنا واسترينا أنا وأهل خلاقة الجميع يوم زقرت (أمسكت) مهرة أجدادك نقول الله يقيمك ويهديك إلى ما يرضيه ويجنبك ما يعصيه".
وبلغ الأمر بالبعض ليس إلى التفوق في النهل من العلم والارتقاء في مراتبه, بل وأن أصبحوا معلمين وحصلوا على مرتبة الإفتاء, ففي رسالة من عبدالله بن محمد ومحمد بن ناصر بن محمد أحمد خلف آل باعباد محررة في 9رمضان 1332هجرية, بعثا بها إلى يافع يزفان خبرًا مبهجًا عن تفوق أحدهما في العلم وبلوغه مرتبة رفيعة لم يصل إليها أحد من أهله المتقدمين, حيث حاز محمد بن ناصر بن محمد أحمد خلف آل باعباد على مرتبة (مفتي الشوافع) وأصبح عالمًا يقوم بتدريس حوالي 50 شخصًا.
وجاء في تلك الرسالة بالنص: "والولد محمد يا أخ لا نحن ولا أهلنا المتقدمين من آل باعباد من زمان الجد أحمد خلف ما حد وصل مرتبته بالعلم أبدًا ، نقول الله يزيده ويبارك فيه، الله الله بالدعاء.... ومن طرف الولد محمد بن ناصر بن محمد أحمد خلف آل باعباد مفتي الشوافع والذي يقرأون عنده مقدر خمسين نفر ادعوا له الله الله". وقد حظي بمكانة دينية رفيعة، بل كان مرجعية دينية بعد أن وصل إلى مرتبة الإفتاء، وقد استقر وتزوج هناك من مريم بنت علي عبدالله علي العنيس الخلاقي ، وله زوجة أخرى هي خديجة بنت عبدالله بن أحمد الهمداني اليماني, ربما كانت زوجته الثانية.
ولا شك أن هناك آممن بلغوا مراتب دينية وعسكرية واجتماعية وغير ذلك من المجالات ، لكن لم تصل إلينا أسماؤهم لانعدام التوثيق وصعوبة الحصول على المعلومات عنهم، وقد نحصل على وثائق ومراسلات في المستقبل من أرشيف الأسر اليافعية ذات الصلة بالمهجر الهندي، تكشف المزيد من الأسماء ذات التأثير العسكري أو الاقتصادي أو الديني وغير ذلك.