آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

مقارنة بين ( عربتين ) !

الخميس - 04 أغسطس 2022 - الساعة 08:23 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


سلاح الدولة هو سلاح الشعب .. فالعاقل من سخّر هذا السلاح لنفع المواطنين ودعمهم .. والمتهور من استخدمه في قمع الشعب وإذلاله .

وبين أيدينا مقارنة بسيطة المظهر .. عميقة المضمون بين ( عربتين ) أو آليتين عسكريتين وردتا في خبرين متزامنين.

ـ الآلية ( العربة ) الأولى :

مظاهرة سلمية لمعلمين مثقفين .. بُناة أجيال المستقبل والموقدين شموع الأمل لاصطناع جيل يترسّم العلم سبيلاً .

كانوا يطالبون بحقوقهم في زيادة الرواتب وصرف العلاوات والتسويات التي طالما وعدتهم بها الدولة .. وقفوا في ساحة أمام بوابة قصر المعاشيق ونادوا بحناجرهم هاتفين بحقوقهم وقد اغبرت وجوههم من عناء الفقر والمسكنة.

لم يلبثوا قليلاً إلا وقوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي تعتدي على مسيرتهم السلمية .. ووصل بهم الحد إلى الصد والدهس بواسطة ( عربة ) عسكرية إماراتية المجلب لا الصنع .. 

تلك كانت قصة العربة الأولى .. استخدمت لقمع كل من يطالب بحقوقه أو يرفع رأسه منادياً بالحرية والعيش الكريم.

ـ الآلية ( العربة ) الثانية :

سيول عارمة وأمطار مدرارة غزيرة .. هطلت على مناطق عديدة من وادي حضرموت جرّاء منخفض جوي ..

كان من نتيجتها أن حاصرت تلك السيول الكبيرة أربعة شباب في وادي ( بن علي ) بمديرية شبام غرب وادي حضرموت.

هنا نرى ( عربة ) عسكرية تابعة لقوات المنطقة العسكرية الأولى ! .. هذه العربة أخذت تشق عباب السيل .. وتتخوّض في مياه بلغت الأوج في اندفاعها وعنفوانها .. 

كانت العربة تدفع نفسها بكل قوة حتى تصل إلى الشباب وتنقذهم من غرق محتّم لولا لطف الله عزّ وجل.

لن نتحدّث عن المنقذين من جنود المنطقة العسكرية الأولى ( الأشرار !! ) كما صورهم أهل البهت في عيون الآخرين .. 

مهما كانوا في نظر الآخرين .. لكنهم أجابوا نداء الاستغاثة وأخذتهم رحمة الأخوة الإسلامية ونداء الصلة الإنسانية.

ـ الخلاصة :

عربتان كانت مهمتاهما متناقضتين .. لا ذنب للعربات في شيء بل التبعة لمن يحركهما ويقودهما .. فمنهم من يسخرها في جلب منفعة ودفع ضرر .. ومنهم من يستغلها لمنع منفعة وإحداث ضرر .

هكذا هم بعض البشر إزاء من يقودهم ويحرّكهم ويمسك بخطامهم !! .. هل عرفتم المغزى .. وهل وصلت الرسالة .. ؟!