آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:29م

الوديعة التي طال امد الحصول عليها ؟!

الخميس - 04 أغسطس 2022 - الساعة 01:23 م

د. يوسف سعيد احمد
بقلم: د. يوسف سعيد احمد
- ارشيف الكاتب


مضيء اكثر من ثلاثة اشهر  على اعلان المملكة العربية السعودية الشقيقة رسميا تقديم مساعدة للبنك المركزي اليمني بملياري دولار مناصفة مع الامارات العربية عدا عن تقديم  مساعدة بمليار دولار خصص منها 600 مليون  للمشاريع الاستثمارية و400 مليون لاستيراد النفط وهو الاعلان الذي  جرى بالتوازي مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور عبد الله العليمي و الذي انبثق عن ملتقى الرياض الذي عقد تحت اشراف  مجلس التعاون الخليجي. 
يومها قابل سوق الصرف الاجنبي القرار بتفائل وتفاعل  كبيرين   بمجرد الاعلان عن  الدعم وانعكس ذلك ايجابيا على سعر صرف الريال اليمني في تبادلاتة مع العملات الاجنبية. وفي نفس الوقت رحب المواطنين بهذا الدعم لعله يسهم في تخفيف معاناتهم المعيشية.
لكن طول امد الحوار بشان  اتمام منح المساعدات  ادى الى ان يفقد السوق اليقين ومعه المواطن بالوفاء بهذه المساعدات ويتحمل 
المواطن  المزيد من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية في ظل تضخم جامح غير مسيطر عليه  مع غياب اية بارقة امل بالحصول على الدعم  .
على الرغم ان  المجتمع الدولي و معه الدول الغربية المانحة اثنت  على الدعم السعودي الاماراتي المقدم  لليمن وربما دفع بعضهم هذا الاعلان  الى تقليل مساعدتهم لليمن في ضوء الدعم السخي المعلن  من دول الجوار النفطية المانحين الاكبر لليمن  .لكن تاخر البث في الدعم الذي  جرى الاعلان عنه  منذ ذلك الحين  كان مخيب للامال جعل الناس تتسائل في اليمن  عن الاسباب التي منعت الشقيقة الكبراء  عدم الوفاء بتعهداتها ؛ وهل تراجعت المملكة عن تعهداتها؟.  منذ ذلك الحين تعاظمت الضغوط الاقتصادية  والمعيشة  مع بقاء الاختلالات في المؤشرات الاقتصادية الاساسية على حالها  وبالتالي تدهور سعر الصرف على رغم  جهود البنك المركزي  الذي يحاول جاهدا ومن خلال المنصة الالكترونية  بيع الدولار  اسبوعيا سعيا منه لا حداث استقرار نسبي في سعر الصرف ولكن في غياب الدعم السعودي والدولي يصعب السيطرة على الاوضاع  ممايزيد من تردي الوضع الانساني  الحرج.

زيارات متتالية دون جدوى :

وامام الاوضاع الانسانية البالغة الصعوبة في سبيل تفعيل الوعود  ووضعها  موضع  التنفيذ و التفاهم  على شروط و آلية استخدامة المساعدت   من قبل الجانب اليمني تحركت  وفود يمنية  رفيعة المستوى  من البنك المركزي ووزارة المالية  برئاسة وزير المالية ومحافظ البنك المركزي والتقوا نظرائهم في الرياض وابو ظبي وبقوا في المملكة لاسابيع  لمتابعة البث في المساعدات  المعلنة على امل التوقيع عليها وكذلك عند زيارتهم للامارات  ولكن للاسف لم يتم الوصول الى نتيجة غير الوعود .
كما قام رئيس مجلس الرئاسة اليمني الدكتور رشاد العليمي  بزيارة لكل من ابو ظبي والرياض و مكث طويلا في الرياض في زيارتة الاخيرة لها  ومؤكد  كان من بين بنود زياراتة للبلدين تفعيل موضوع الدعم الذي تعهدت الرياض وابو ظبي بتقديمة . 
لكن في مرحلة  تم ادخال صندوق النقد العربي كطرف وربما كجهة تنسيقية واشرافية وبما يوحي ان المساعدات المالية التي تعهدت بها المملكة بالمناصفة مع الامارات  بتقديمها عبرعلاقاتهما الثنائية كمنحة  تحولت الى وديعة.  ومعروف ان الوديعة ينطبق عليها شروط القرض  بدلا عن المساعدة  او المنحة التي تم الاعلان عنها رسميا وفي اكثر من مناسبة . ومع ذلك  يمكن القول ان تحول المساعدة الى وديعة على ان  التي ينطبق  عليها  شروط القرض مع حيث  احتساب فوائد .لكن حجم الفوائد المترتبة على الوديعة يعتمد على الشروط التي وضعها الجانب المقرض ويجرى التوقيع عليها من قبل الطرف المستفيد لكن المحادثات  لم تصل الى مرحلة التوقيع .
وفي سياق متصل اعلن الجانب اليمن وبعد مشوار طويل من المتابعات والمباحثات والأخذ والرد انه قدم البيانات اللازمة ونفذ كل ماطلب منه من شروط بشان منح الوديعة .كما اعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في خطابة في عيد الاضحى المبارك ان الجانب اليمني قد اوفى بكافة التزاماتة.  ورغم ذلك وحتى الآن ليس هناك يقين و لا تاكيد واضح عن موعد التوقيع  على هذه المساعدات او القروض ومتى ستدخل في حسابات البنك المركزي والحكومة  .لكن مانعرفه ان هناك اشارات ايجابية حسب  التعبير الدوبلمساي الذي  ورد  في  بيان البنك المركزي الصادر عن اجتماع مجلس ادارتة الاخير  . لكن ماهي هذه الاشارات و كيف ومتى سيتم منح الوديعة والمساعدات الاخرى لا احد يدري او يستطيع التنبؤ  متى سيتم الوفاء بالتعهدات  المعلنه من قبل الاشقاء. ويسعدنا كثيرا ان  يحدث ذلك قريبا .كما يسعد المواطنين جميعا ان يتم ذلك في اقرب وقت لعله يسهم في التخفيف من معاناتهم   .لكن  المواطن يتسائل في نفس الوقت هل إعادة المملكة النظر في تعهداتها التي قطعتها والمعلن رسميا خاصة وان  مرور مثل هذا الوقت الطويل وطول امد المباحثات بشان الوديعة والمساعدات الاخرى بالتوازي مع تردي الاوضاع الاقتصادية في اليمن كان له آثار سلبية وتكلفة كبيرة على المواطنين ورجال الاعمال اليمنيين على حد سواء.
لكن تاخير تنفيذ الوعود قد  يعود  وهذا وفق  تقديرات شخصية ان الاشقاء  ربما لهم قراءتهما الخاصة لتطورات المشهد السياسي في اليمن . خاصة مع النجاح الكبير  في  استمرار تمديد الهدنة .وفق ذلك قد يرون ان تحقيق السلام في اليمن بات وشيكا بل واصبح على مرمى حجر .  وبذلك يفضلون الانتظار ولايهم معناناة الناس  للوقت الذي ستنتهي فيه الحرب ويحل السلام لتنفيذ تعهداتهم . حينها  سيكون العون وفق تكلفة الفرصة البديلة ضمن حزمة آعادة البناء وسيحقق عائد اكبر لكل الاطراف لكن السؤال هو هل سيتحقق السلام في اليمن قريبا كما قد يعتقدوا الاشقاء .

د.يوسف سعيد احمد