شد انتباهي أحد مذيعي القنوات الفضائية قبل أيام وهو يتسأل بالقول " ماذا قدم الرئيس العليمي بعد مضي مائة يوم من رئاسته".
فما كان مني إلى أن غيرت القناة هروبا من الفضول فإذا بمذيع اخر بتساؤل بلهجة استخفافيه قائلا" ترى ما لذي أنجزه رئيس المجلس الرئاسي خلال مائة يوم من وجوده في العاصمة المؤقتة عدن".
ولهذا المذيع وذاك وكل من يبدي نفس التساؤل ، اقول لهم جميعا تعالوا معنا الى ارض الواقع حيث أرضية المربع العدني التي يقف عليها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، تعالوا وقولوا كلمة حق ولا تظلمون فيها انفسكم ولا تظلمون غيركم.
فالرئيس العليمي استلم دولة لا يوجد في أساسها غير ركام من الاصفار الرسمية ، وهو حاليا يعيش في عدن "العاصمة المؤقتة" التي لا توجد فيها نقطة عسكرية واحدة تعمل باستقلالية مع دولة اليمن الشرعية.
لذلك استطيع اقول بجزم أن الرئيس العليمي يمتلك من الشجاعة السياسية والأمنية مايفتقر إليه كل القادة والسياسيين اليمنيين خصوصا الذين قضوا ثمان سنوات رئاسية في أروقة الفنادق السياحية خارج اليمن ،وحرموا على أنفسهم دخول مدينة عدن كما حرم الله على بني إسرائيل دخول الأراضي المقدسة أربعين عاما يتيهون في الأرض.
والرئيس العليمي عندما عاد إلى عدن لم يأتي خلفه حلف شمال الأطلسي لتامين الرئيس والمنشآت الرئيسية ،حتى التحالف العربي الذي كان يوفر الغطاء الجوي للقيادة السابقة اوقف الحرب وعملياته العسكرية من طرف واحد .
لم يعد لدى الرئيس العليمي من إمكانيات القوة ما يؤهله للبقاء في عدن غير شجاعته النادرة وقليل من مخزون الحكمة في شخصه والتي يحاول أن يستخدمها في خدمة بلده.
واكثر ما نخشاه أن يستنفذ الرئيس العليمي كلما يملكه ويدخره في حوزته من الصبر والحكمة وهو يصارع الأصفار الرسمية التي خلفتها القيادة الرئاسية.
فالرئيس السابق حفظه الله اتخذ قرارا بإعلان عدن عاصمة مؤقتة، فأصبحت العاصمة الوحيدة في العالم التي لايوجد فيها وزارة واحدة مفعلة بديوانها الوزاري وكادرها الإداري .
فتعالوا بنا نتخيل ماذا يمكن أن ينجز الرئيس العليمي في عاصمة حالها مثل مدينة عدن ،المدينة التي تفتقر لأهم خدمات البنى التحتية للسكان وفي مقدمتها الكهرباء وتفتقر لأهم الادوات الرسمية للعمل فيها كعاصمة سياسية وإدارية من مرافق وهيئات.
ماذا نريد من الرئيس العليمي الغارق في ركام الأصفار الرسمية في عدن ،العاصمة الخاضعة لسلطة وعي وإدارة ميليشاوية لاتسعى لاستعادة دولة الجنوب كما تدعي بقدرما تعمل من أجل تقويض وإعاقة أي خطوة من شأنها إقامة دولة في عدن أو استقرار سواء كان باسم دولة الجنوب أو باسم دولة اليمن الشرعية.