آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

إلى متى يبقى الشعب محكوماً للحاكم !!!

الإثنين - 01 أغسطس 2022 - الساعة 07:44 م

محمد علي محمد أحمد
بقلم: محمد علي محمد أحمد
- ارشيف الكاتب


إن الحاكم لهذا البلد ليس من اختاره الشعب ليكون له ناصراً و معيناً ، وليرفع عنهم الظلم الذي طالهم أزماناً ..
ليس الرئيس المعين رغم أنف شعبه أو مجموعة رؤوس علقت في إطار ذهبي تزين به الجدران ، ولا الحكومة التي تعيش في معزل عن شعبها الغلبان ، والتي حيرت العالم وأصابهم بالجنان وهم يرون ترفهم وحياتهم الفارهة ، في بلد يزخر بالثروات أشكال و ألوان ،  بينما غالبية شعبهم لا يجد اللقمة ويسكنون الجرف كالفئران !!

فكل هؤلاء مجرد أراجوزات تحركها سياسات لا تخدم الشعب ولا تنتمي للوطن ، و راقصات  يتنافسن لتقديم أقوى عروض هز الوسط ، لينالوا رضا العربان ، وكلما اهتزت أوساطهن تتقهقر الأرض قحطاً  و الشعب فقراً و مرضاً أزماناً !!

فمن هو الحاكم الذي يحكم بأمر وتسهيل و رضا (السلطان أمير الزمان) المحتل للأرض لسنوات عجاف بحجة الدفاع عنها وهو لم يخض معركة حقيقية في ساحة الميدان !!

إنه من يلعب بملف الخدمات ، وحين نقول ملف الخدمات يعني سر أسرار حياة الإنسان ، وهي العلامة الفارقة بين بني البشر و الحيوان .
والذي يديره ( لوبي النفط) فهو من يصدر قرارات التعيين  وهو من يصدر قرارات الإعفاء ، و هو أيضا من يظهر الفاشل ناجحاً بدعمه بالوقود وتوفيره ليجعل طابع الحياة جميل وسعيد ،  تتسم بالمدنية و يسودها الأمان والطمأنينة ، وهو ذلكم اللوبي الحقير الذي يستطيع إفشال الناجح المجتهد مهما كان مخلصا لوطنه وأميناً مع شعبه ، وذلك بمنعه الوقود وافتعال الأزمات و إدخال البلد في أتون الظلمات وعصور الجاهلية وحياة الغابات ( والتي يجنون منها مئات المليارات ) و عبر تجنيد الأقلام الرخيصة و تأليب الشارع ضده ، فيشكل بذلك ضغطا كبيرا ليتم إعفاءه من منصبه ،  والشعب المسكين يظن من خلال  تلك المسرحية وهذا التغيير الصوري أنه قد حارب الفساد وقضى عليه في حين أن الفساد متوغل في جسد  الوطن وفي كل مفاصله ، و تحت قبعة الجندي الذي أقسم على حمايته وفي محبرة بعض حملة الأقلام الذين يدعون الدفاع عنه  ، وهكذا يجعلون الشعب يعيش نشوة زائفة و مؤقتة ليتناسوا فساد اللوبي الخبيث وما فعلوه وما سيفعلوه ، ثم يأتون بِمسؤولٍ آخرَ بديلاً عن السابق ، سواءا كان وزيرا ، محافظا ، مديرا ( أوارق محارم) يرمون بالواحد تُلْوَ الآخر  ، ولا يهتم اللوبي بما اكتسبه ذلك المسؤول من أموال خلال عمله أو من اشْتُهِرَ بنزاهة وأمانه فالكل عندهم سواء ، فالمسؤول الفاسد سَهلٌ قَلْعُهُ كما أنه سَهْلٌ  تَطْوٓيْعُهُ إن أرادوا استمراره  ، و المسؤول المحترم سهل تشويه سمعته سَهْلٌ قَلَعُهُ والشعب الإِمَّعَةَ كفيلٌ به ، 
تلك هي معادلة لوبي النفط السحرية التي يستطيعون من خلالها جعل الفاسد والصالح  في قالب واحد بِنَظَرِ الشعب ، وفق مخططاتهم وأساليبهم التي تعتمد على الرقص فوق بزبوز النفط وهكذا تستمر اللعبة ويستمر  الإلهاء وإشغال الناس في تغيير فلان واستبداله بعلان ، ليستمر التعذيب
و يستمر الشعب في معاناته مخدوعاً حيناً بالأزمات واحيانا أخرى بحركة التغييرات ، ليدفع ثمن سذاجته دماً و قهرا و إذلالاً ، وفوق كل ذلك يجرعونه السم الذي صنعه بنفسه لنفسه ، في مشهد مؤلم مؤسف لشعب عاش محروماً ، إذ لم يحمي حِمَاه لِيَنعَمَ بدنياه  ، و ألغى عقله بِغَبَاه ، و منَحَ الفاسد الحياة ، فَحُرِمَ الدنيا و أُخْرَاه .