آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-07:29م

كيف تبنى الاوطان

الإثنين - 01 أغسطس 2022 - الساعة 05:07 م

مدين القحطاني
بقلم: مدين القحطاني
- ارشيف الكاتب


 


قال تعالى ((   والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاؤلئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم  )) صدق الله العظيم

بعد ان نتمعن في هذه الاية علينا ان نراجع تاريخ تلك الدولة التي بدات بالمهاجرين والانصار  ،  بعد ان نعي ذلك الحب والتاخي وحب البعض ككل  وليس النفس او صلة القرابة او اجتماع المصلحة علينا ان ندرس كيف كانت تلك الدولة الناشئة الصغيرة قوية لدرجة انها وصلت الى هدم اكبر حضارات عصرها (  الروم وفارس  )   ،  وكيف استطاعت تلك الثلة القليلة ان تتخطى مؤامرات اليهود وقتال المشركين من جميع جهاتها الحدودية برغم توحدهم ضدها؟   انه الايمان والعدل والاخوة والايثار ايها السادة

اليوم لدينا احزاب تدمر ماقامت به احزاب اخرى من انجازات لماذا؟  لاجل لا يمكن تذكر هذا الحزب او الجهة او الشخص  ، و يعتلي رئيس او مسؤول واولوياته محو تاريخ سابقه او تشويه صورته،  بدلا ان يقوم بعمله على اكمل وجه ولا يلتفت الى الوراء ان احسن او اساء فحسابه عند الله قال تعالى ((  يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم  ، لا يضركم من ظل اذا اهتديتم  )) صدق الله العظيم

امريكا لديها حزبان يعتلي رئيس ويذهب الاخر بعد ان يطلب من الشعب الامريكي الوقوف معه ويمدح فيه حتى يظن الشخص انه من نفس حزبه لكنه من الحزب الاخر وان حصل واختلفوا فلا تتاثر مؤسسات الدولة فيظل الجيش وحدة متماسكة والداخلية والمؤسسات المدنية وكانهم في عالم اخر عن التغيرات لا تاثر ولا تاثير يمارس نفس المهام ويسمع للقرار الذي سيصدر له من الرئيس جمهوري ام ديمقراطي  ،   فما بال اصحابنا خلعو الجيش والامن من ضباطه وافراده واثروه بالترقيات المهولة والمصيبة انها لمقربيهم وحرموا  اصحاب الشهادات  والدماء الجديدة في افراده وكأن السابقين كانوا ملك لشخص ولم يكونوا جنوده كونه القائد الاعلى او انهم جاؤوا من بلد اخرى ولم يكونوا ابناء هذا الوطن وهكذا حصل بالمؤسسات المدنية او شبه.

العدالة و الايثار وحب الكل بدلا من النفس جعل فردا يحكم العالم الى يومنا هذا باذن الله فمابال اصحابنا اليوم ياكلون احسن الماكولات والشعب جائم يعلمون اولادهم بافخم المدارس والجامعات بالخارج والوظيفة تنتظره او حتى تسبق شهادة تخرجه ويحرمون الشعب التعلم في بلده بشرف ويسر ولا يتوقع وظيفة.

تبنى الاوطان بمثل ذلك الرجل الذي كان يخاف من الله  اذا تعثرت بغله في ارض العراق وهو في المدينة ومن ينام تحت شجرة ويقابل المبعوثين تحتها وليس فيمن يعيش في قصره لا يلتفت لنواح النساء والاطفال والشيوخ الجياع او العطشى بلا ماء او الذين بلا ماوى او الذين يشويهم حرارة الصيف وهم بلا كهرباء ولا تهتز لهذا الرئيس او المسؤول شعرة او يرف له جفن بينما هو في جنة الدنيا ولعذاب الاخرة اكبر لو كانو يعلمون.


اقولها بصراحة...  الى من يتربعون على كراسي السلطة اليوم  ..  لا يمكن ان يبنى الوطن بكم وانتم هكذا فانتم مجرد باعة ومشتريين لهذا الشعب وهذا الوطن وسيلعنكم التاريخ ويلعن نسلكم مادمتم مصرين على عملية البيع والشراء بنا وارضنا،  ورجاءي ان تصحوا من هذا قبل فوات الاوان

قال تعالى ((  من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها   )) صدق الله العظيم


مدين القحطاني