آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-09:53م

النبي محمد ومقاطعة المنتجات

السبت - 30 يوليه 2022 - الساعة 10:10 ص

مدين القحطاني
بقلم: مدين القحطاني
- ارشيف الكاتب


 


قال تعالى ((  واصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين  ، انا كفيناك المستهزئين )) وقال (( واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلاتقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين))  صدق الله العظيم

يسيؤون الى رسولنا الكريم صل الله عليه وآله وسلّم فيكون الرد دعوة لمقاطعة البضائع لغيرتنا وحبنا لاكبر رمز بعد الله من رموز ديننا  ،  لكن هل فكرنا ان هذا هو الاسلوب الصحيح للرد؟  هل رجعنا الى ديننا عن كيفية الرد؟   والسؤال الأهم  هل تعرض الرسول لمثل هذه المواقف في زمنه وهو الذي اتى بدين جديد على زمنه؟  

لقد تعرض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لشتى انواع الاساءة والسب والشتم والاهانة من اقوام وجماعات وقبائل ودول فلم نسمع في تاريخه الشريف انه امر اتباعه بمقاطعة منتجات من يتعرضون له،  فلماذا اليوم نتوجه الى هذه الطريقة؟ 
بل ان الكفار هم من كانوا يتبعون هذه الطريقة وكما حدث في شعب ابي طالب (   والحادثة يعرفها اي مسلم ) وهذا يدل على هذا الاسلوب ليس طريق من يحمل راية الحق لانه واثق بنفسه ولا يتبعون طرق تبين حمق و تهور واننا لانملك الحق بين ايدينا.

ان الطريقة الصحيحة للرد عليهم هو الالتزام بسنته واخلاقه الذي يحبه كل انسان  ،  تلك الاخلاق التي جعلت دول تعتنق الاسلام في ماليزيا واندنوسيا عندما وجدوا اخلاق هؤلاء المسلمين ( التجار الحضارم  ) وتعاملهم مع الاخرين،  عندما راوا الصدق والامانة و النزاهة و الرحمة و التعامل مع الجار في العمل والجار في المنزل،  عندما راو ذلك الأخلاق الذي لم يجدوه في غيرهم من الاديان  ،  فراحوا يبحثون عن هذا الدين الذي يامر بكل تلك الاخلاق والمعاملات مع كل حي فوجدوه الاسلام فراحوا افواجا وجماعات ومجتمعات يهرعون لاعتناقه،  اذا هذا هو الرد الاول في انفسنا

والرد الثاني في انفس من ينالون من شخصية عظيمة اذا ان البعض لا يعرفون من هذا العظيم الذي يجرحونه في وسائلهم،  لذا وجب علينا  ان نشرح لهم وللعالم من هو رسولنا الكريم ونتعمد اضهاره لهم بصورته الحقيقية وتكثيف ذلك في انفسنا كما ذكرت سالفا وبوسائل الاعلام كذلك في شرح سيرته بشكل اكثر حيوية كردة فعل للإساءة

الفقرة  الثالثة للرد تكون بعمل مقارنه بين دين محمد صل الله عليه وسلم وبين دين المسيئين فمثلا من يعبد قرد وبقرة وصنم ليس كمن يعبد اله منزه عن كل شي وتبين كل مساوئ ذلك المعتقد وبنفس الوقت محاسن معتقدنا وتفضح خزعبلاتهم التي يعتبرونها دين امام تعاليم الاسلام الكريمة والمكرمة للانسان والحيوان والشجر.

هنا نكون قد اعطينا الرد الشافي والكافي ونصرنا ديننا بحق ولم نلجأ لطرق لم يلجأ اليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه او صحابته الكرام،  اما ان نغضب وكل سير حياتنا واخلاقنا لا تنمي الى اخلاقه صل الله عليه وآله وسلم فهذا رد معيب ومشوه. 
ان اسلوب مقاطعة البضائع ماهي الا دخيلة على ديننا واخاف ان تكون قد دست الينا من الاعداء ولا تبين حضارتنا ووثوقنا باننا على حق ولا تقنع الاخرين بل تزيدهم عناد وكبر وكما قيل لكل فعل ردة فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه وهنا نحن المسلمون حريصون على هداية الناس وادخالهم الى ديننا كما فعله هو صل الله عليه وسلم في الطائف وغيرها من المواقف التي كان رسولنا يفعلها ليس لينتقم ويرد الصاع صاعين ولكن ليقنعهم بمايقوله وما يامر به ولم يستخدم العنف في هذه الحالات الا بالنادر والنادر كما قيل لا حكم له  ،  وليس معاداتهم وتنفيرهم الا اذا استنفذت كل الوسائل الاخرى المطلوبة فعندها نحن مستعدون للدفاع عن حبيبنا ورسولنا ورمزنا صل الله عليه وآله وسلم.

اتمنى ان يقوم العلماء والفقهاء وكل مسلم بواجبهم كلا بما لديه والرد بما كان يرد رسول الله  

هذه وجهة نظري ولست افضل من غيري ولكن احببت ان نستعمل العقل والمنطق لكل ما يلم بنا سياسيا او دينيا وعدم التهور الذي يؤدي نتائج عكسية لا يريدها لا الله ولا رسوله ولا نحن كبشر وكلنا فداء لرسولنا بابي وامي ونفسي وكل من احبه يا رسول الله

والسلام على من اتبع الهدى

مدين القحطاني