آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

ما بين ثنايا البرقية

الخميس - 28 يوليه 2022 - الساعة 02:47 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


إن المتتبع للواقع الحضرمي يدرك تماما أن قرارات التوقيف المثيرة للجدل والشقاق التي أصدرها النائب والمحافظ البحسني  متوقعه وغير مستغربه لان  الخلاف بين أولئك الثلاثة   والبحسني قد بلغ منتهاه والخصام بلغ ذروته   وأصبح القاصي والداني والقريب والبعيد يعلم حجم الخلاف بين أولئك  فلم تكن برقية التوقيف إلا تأكيد للواقع المشاهد وترجمة فعلية لمجريات الاحداث بالساحة الحضرمية. ويبدو أن تلك محاولة جادة  من سيادة المحافظ لطرح الموضوع بجدية أكثر أمام الرئيس العليمي  .

لقد وجه المحافظ إلى   قائد المنطقة العسكرية  الاولى اللواء صالح طيمس  بتوقيف ثلاثة من  خصومه  وهو يدرك بكل يقين أن قراره لن ينفذ بل أن جميع من شملهم  القرار يرفضون الانصياع والانقياد لأوامره وذلك مشهد مكرر مثير للملل فضلا أن تلك القرارات المجحفة أسقط المحافظ فيها قدسية  الدستور والقانون  وهدم أركانهما حينما ذهب يوقف قاض بحجم رئيس نيابة استئناف حضرموت وتلك  طعنه في خاصرة الدستور الذي تبنى فكرة  استقلال السلطات الثلاث ونص بشكل صريح أن القضاة مستقلون لا سلطان عليهم إلا سلطان القانون  .

أما وكيل الوادي يبدو واضح للعلن أنه أول  المستهدفين  من ذلك القرار رغم أنه قدم نموذج يشكر عليه بوادي حضرموت ولكنه  أخترق الاجواء ليقابل الرئيس العليمي ويخبره كم بذل وقدم في سبيل النهضة بأقل من 50% من حصة النفط التي يطالب فيها بالمناصفة العادله مع الساحل وتحدثه معه عن  ملفات أخرى شائكه ومتراكمة  ربما عجلت من المحافظ البحسني أن  يصدر قرار التوقيف بدون تردد . أما مدير شركة النفط فقد صدر قرار سابق  بإقالته ولم ينفذ  ويبدو أنه سيكون أول الضحايا بعد فشله الذريع بإدارة فرع شركة النفط بالوادي فوجب  تغييره ولا بواكي عليه  .

ونحن نحاول  الوصول للحقيقة والبحث بين ثنايا ذلك القرار يتضح أن سيادة المحافظ يريد تسليط الاضواء على خصومة بالمحافظة حتى يتم إستبعادهم في التسويات القادمة فدقة التوقيت لها معاني كثيرة.

و الأسف الشديد  أنه في الوقت الذي يتعافى فيه الوطن ويبحث الجميع عن أرضية مشتركة تجمع الجميع  تأبى السلطة المحلية بمحافظة  حضرموت الغنية بالنفط والثروة إلا أن  تظهر   بشكل مقلق ومتصارع وسط  خلاف عقيم وصراع  متجدد أمام مرأى ومسمع العالم باسره  يضع حضرموت بموقع الضعيف والعاجز خصوصا في هذه المنعطفات الخطره من الازمة اليمنية  التي تتطلب مزيدا من الثبات والصمود .

والحقيقة التاريخية أن  حضرموت بتاريخها العتيد  ومجدها التليد لم  ترتبط بأشخاص ولا بخلافاتهم فهذه مرحلة يجب أن يتماسك الجميع ويتقارب ومن يتعمد الاخطاء والشقاق فسوف يتحمل نتائج أفعاله .

والحقيقة الراسخة أنه مهما طال الخلاف وأضيعت الفرص وتخاصمت القيادة سنظل ننظر  بتفائل إلى  ذلك النور الساطع  الذي يلوح في الأفق بكل أمل ويقين وندرك أنه  بعد الالم والوجع فرج قريب فلابد أن تنهض حضرموت وتستعيد  دورها المنشود في قيادة الوطن وإنصاف أبنائها المظلومين والمغلوبين على أمرهم .