آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:02ص

إسقاط الحوثي عسكرياً في هذه المرحلة خطأ استراتيجي ستدفع ثمنه الاجيال القادمة

الثلاثاء - 26 يوليه 2022 - الساعة 05:33 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


لكي يتحقق  اجتثاث المشروع الامامي ورافعته  الخرافات السلالية من الجذور  والخلاص الۍ الابد من اطول مشكله تاريخيه  عانۍ ويعاني منها اليمن  [.لا  تسعوا الۍ إسقاط المليشيا الحوثية عسكرياً].... وانما اعملوا علۍ  تغيير البراديم (نظام التفكير في السياسة والثقافة في بنية المجتمع ). وما إسقاط المليشيا الحوثية سوى إحدى الطرق للوصول إلى تغيير البراديم، بل إنه قد لا يكون أفضلها، كما يقول تاريخ الثورات الحديثة....  فمن الحقائق التي يغفلها الكثيرون أن الثورات التي تتمكن من اسقاط الاحتلال او الحكم  الديكتاتوري، في السنوات الاولى من اندلاعها تفشل في تحقيق الأهداف التي قامت من اجلها... فإذا نظرنا إلى  ثورة 26سبتمبر المجيدة تمكنت من اسقاط سلطة الكهنوتي محمد  البدر سريعاً فسقطت اهدافها  مع سقوطه وبقيت الجمهورية  مشروع غير مكتمل الاهداف والغاية  وما الحوثي اليوم إلا احد نتائج سقوط اهداف  الجمهورية يوم سقوط سلطة البدر .

ان الثورة او المقاومة ومعارضه او حركات احتجاجية شعبية او عسكرية او جميعهم معاّ اذا تمكنت  من اسقاط السلطة  الفاسدة في السنوات  الاولى  لاندلاعها تسقط اهدافها .. فالثورة الإيرانية والروسية والمصرية، مثلًا، تمكنت من إسقاط النظام الحاكم بشكل كلي، غير أنها أنتجت نظام حكم لم يكن أفضل من الأنظمة السابقة، على الأقل على مستوى الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، أي أنها لم تتمكن من تغيير البراديم السياسي المسيطر على تلك المجتمعات، وهو براديم تسلطي دكتاتوري فاسد.

بينما  الثورة الفرنسية التي عانت الكثير وقد عاد النظام الذي كان قبل الثورة أكثر من مرّة إلى الحكم، فإنها ثورة ناجحة، ليس لأنها تمكنت في النهاية من إسقاط النظام  ولكن لأنها فرضت في النهاية  براديم  المساوة والحقوق والحريات ودولة القانون  الذي قامت من أجله. وما يقال عن الثورة الفرنسية يقال عن الثورة الأميركية أيضًا، من حيث إن نجاحها كان بسبب تمكنها من تغيير البراديم السياسي والاجتماعي المسيطر، وليس بسبب تمكنها من إسقاط نظام الحكم السابق فقط والحصول على الاستقلال.

إذن التركيز على إسقاط المليشيا الحوثية من وجهة نظري خطاء صحيح ان  الأوضاع في زمن الحرب   صعبه وشديدة العسرة بل انها  معقدة ومتسارعة. 

فمن الاخطاء التي  ارتكبتها الشرعية بقيادة الرئيس هادي  وبقية القوى المناهضة لمليشيا الحوثي عندما   اعتقدوا أن انتصار المشروع الجمهوري الاتحادي لن يتحقق إلا اذا  بدأت بهدف   إسقاط المليشيا الحوثية عسكريا  هذا الخطأ هو (أن التركيز على المسارات الأخرى في النضال  لم يكن بدرجة التركيز على اسقاط سلطة المليشيا الحوثية) 

ان للنضال الوطني ضد المليشيا الحوثية .وضد كافه المشاريع الصغيرة مسارات وأهداف متشعبة ومتداخلة، تتعلق بأمور عديدة: مثل الاتي 

1ـ هدم القداسة السلالية وتفكيك مسلماتها. 2ـ اسقاط احترام الاصنام السلالية  الذين باسمهم واسم ولايتهم الحوثي يحشد اليمنيين لقتل بعضهم البعض، وتحت شعارات ولايتهم واحقيتهم وذريتهم الربانية في الحكم والتسلط ع رقاب اليمنيين 

 3ـ تعزيز وتعميق الهوية اليمنية 4ـ العدالة الاجتماعية،  المساواة 5ـ إنصاف المهمشين انهاء الطبقية والفوارق الاجتماعية ، 6ـ نبذ ثقافة العبودية والكهنوتية وقابليه الاحتلال  المباشر او بالوكالة 

7ـــ  تأكيد مركزية حقوق اليمنيين 8ـ تحفيز الشعور بالمسؤولية داخل المجتمع،9ـ كشف زيف الأفكار النمطية السلبية التي نمَّط بها الاحتلال والفكر السلالي الكهنوتي اليمنيين  10ـ فضح زيف الأيديولوجيات الشمولية  المسيطرة على المجال السياسي اليمني ،11ـ  إعادة الثقة بين اليمنيين  من جهة، وبين هويتهم  وتاريخهم الحضاري من جهة أخرى12ـ التفكير في وطنية جديدة يلتف حولها اليمنيون 

 

ولذلك فإن تحفيز هذه المسارات يعدّ استمرارًا لصالاتنا الوطنية المقدسة  وليس من المقبول  أن يقفز كفاح اليمنيين  فوقها.... إن المراقب لمسار الكفاح ضد المليشيا الحوثية  يدرك بسهولة أن تلك المجالات تُركت أو تم تأجيلها  لحين إسقاط المليشيا الكهنوتية  عسكرياً، وهذا خطاء جسيم لأن اسقاط الحوثي دون اسقاط الوعي الزائف سينبت الف حوثي