آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-05:43م

قراءة لمستقبل اليمن

الثلاثاء - 26 يوليه 2022 - الساعة 12:02 م

مدين القحطاني
بقلم: مدين القحطاني
- ارشيف الكاتب


قال تعالى ((  وعنده مفاتح الغيب لايعلمها الا هو  )) وقال ((   وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا وعد الله حقا)) صدق الله العظيم

وقال صلى الله عليه وآله وسلّم ((  اذا ضهرت خمسا فانتظرو خمسا....... الخ او كما قال وذكر ممارسات وماسينتج عنها ))

كلنا نؤمن أن الغيب والمستقبل لا يعلمه إلا الله وحده،  ولكن ترك علامات وممارسات بالتأكيد ينتج عنها اوضاع ما،  فمثلا قال ((   الذين امنوا وعملوا الصالحات )) وليس الذين امنوا فقط بدون ان يعملوا الصالحات وهي الاعمال والممارسات الطيبة الجميلة  حتى على مستوى الدولة كالعدالة و الانصاف و الحرص على خدمة المواطنين وتوفير لهم الامن والامان والحياة المعيشية الطيبة الكريمة فانها من اعظم الاعمال الصالحة و  التي ستؤدي الى تمكينهم في الدولة وعيشهم باستقرار سياسي ومعيشي وهي نتيجة فعل يستطيع قراءة مردودها في المستقبل اي انسان حصيف   ،   فقد قيل عن أسباب سقوط الدُّوَل عندما سأَل الخليفة المنصور أحد حكماء بني أمية عن سبب سقوط دولتهم!.. فقال: "أُمور صغيرة سلّمناها لِكبار.. وأمورٌ كبيرة سلّمناها لِصغار.. فضعنا بين إفراطٍ وتفريط!". فلو كانوا تنبهو لها قبل فوات الاوان لما حدث المحضور.

من قراءتي للواقع الان بانه سنمر بازمات يعلم الله صعوبتها اقتصادية ومعيشية اكثر مما نمر به الان اذا لم يغير اصحاب القرار تفكيرهم واداءهم الهزيل والذي لايخدم الا انفسهم وقبلهم اسيادهم من الخارج 
انهم يعيشون في سبات عميق ويتحركون وهم مغمضي اعينهم ولا يدركون او لايريدون ادراك ما امامهم وبحسب تفكيرهم انهم منعمون ومترفون في هذا الوضع ومستفيدون من استمراره ولا يجهلون انهم يمضون الى المجهول والمستقبل المشؤوم ولكن مايجهلونه انهم سيندمون على ذلك اذ لا وطن لهم يحتضنهم حينئذ وسيعيشون مرتزقة او غرباء في الدول الاخرى ولا شي يشبه وطنا تعيش فيه بكرامة

قد تستمر الهدنة النسبية نوعا ما ولكن بلا وطن بلا استقرار وكما يقال (   لا دولة ولا مش دولة ولا وحدة ولا فك ارتباط لا وطن ولا مش وطن) اذ سيبقى تسمية الشي ولا وجود له في الواقع كشيء كامل حقيقي وانما كشيء رمزي لاغير
ستقودنا الاحلام للاشتياق للماضي بكل مافيه حتى سلبياته ستكون اهون مما نحن عليه بل ونتمناها للرجوع وهذا الوضع هو مخطط خارجي يهدف الى اشغال الشعوب العربية بمشاغل تافهة هينة ولكنهم لايملكون حلول لها ولتبقى كذلك الى ان يصحون من الغفلة ويتناسوا خلافاتهم الداخلية و حبهم للسلطة والتملك وتقديم مصلحة الكل على الاناء.

ان حالة الدولة واللادولة هو الشبح الذي ينتظرنا اذا ما تمادى هؤلاء الرعاع الذين استملكوا السلطة والمتوهمين انهم يملكون القرار السياسي وهم في الواقع لا يملكون اتخاذ قرار خطوة يخطوها الى منازلهم مثلا. 
هؤلاء الرعاع وبرغم انهم ليسوا قليلي علم او خبرة او معرفة ولكنهم قليلوا كرامة وعزة وانفة ووطنية،  اذ انهم يخطون بحسب ماهو مرسوم لهم بدون اي تعديل او اجتزاء او زيادة صغيرة كانت او كبيرة وهو امر مؤسف ومخزي ومعيب في حقهم ولكنه كارثي و مدمر بالنسبة للوطن والمواطن،  ولكن هم اول المتضررين من نتائجه اذا ان الشعب قدد اعتاد على شظف العيش وكدر الحياة والمعاناة ولكن اصحاب القرار اليوم تعودوا على الحياة الرغدة و الهانئة و المريحة والتي سيفقدنها بسبب ارتماءهم في احضان من يريد الشر والويل والثبور للشعب اليمني ولهم اولا اذا ان العميل لن يرتاح بعد انتهاء مهمته بل وسيذل و ويهان اذا لم يقتل ولنا في التاريخ عبرة لمن باعوا اوطانهم للاعداء بثمن بخس دراهم معدودات وهم فيه من الزاهدين.

احداث ذكرتها واحداث اتحفظ عليها في نفسي لاسباب معينة اذا لم يفق ابناء جلدتنا قبل فوات الأوان.

فلتسلمي يايمن الحبيبة من كل عدوا وخائن

((   تلك الدار الآخرةنجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )) صدق الله العظيم

والسلام

مدين القحطاني