آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

هشاشة البنيان

الجمعة - 22 يوليه 2022 - الساعة 10:33 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


من يؤسس بنيانه بشكل سليم ويبني حجر أساسه بنظام قوي متين يستطيع الصمود أمام مختلف العواصف والاعاصير أما من يصنعه الغير ويبذل عليه من المال وثم يجمع من كل شارده ووراده ويظن أن النصر سيكون حليفه فقد أضاع البوصلة وظل الطريق وحتما سوف يسقط في الحضيض والتاريخ لايرحم أحدا.
وأي مكون أو مجلس  لم يأخذ نصيبه في التمحيص والشدة والعناء ويمر بكل مراحل النمو سوف يسقط من أول هزة ولو كانت صغيرة لان من نشئ في النعيم وفي حضن الممول ووفرة مال الصانع بعيدا عن التخطيط والبناء والصبر والاحتساب سوف  يسقط عندما تنعدم الرعاية وينقطع التمويل حينها  لامجال لإلتقاط الانفاس لاننا بزمن حرب  فلا أحد ينتظر أحد فالاحداث تتسارع والمخرج متمرس ولن يكون النجاح إلا لمن فهم النوايا المبطنه وأستشرف للمستقبل وأعد العدة وحافظ على نفسه وتحرر من التبعية لأن من صنعك سوف يتخلص منك يوما ما عندما تتعارض المصالح.

إن ذلك الفديو الغير مستغرب وليس بعجيب الذي ظهر بمهرجان إحتفالية الانتقالي بوادي حضرموت مديرية القطن وهو يستبدل فيه علم الجنوب  بعلم الجمهورية اليمنية  مع إيقاع أصيل يحاكي حب اليمن يدل دلالة واضحة أن هذا المكون الجنوبي يمتلك شعبية فقط في  حدوده  مناطق  سيطرته أما كلما أتجه شرقا فسوف يعاني أشد المعاناة بدون نتائج حقيقية ولاثمار تستحق الذكر وسيبقى مسلوب القرار ضعيف الارادة محقق رغبات من صنعه وبذل عليه من المال الوفير *.
إن هشاشة البنيان وغياب إعداد الاعضاء وضعف الايمان بالهدف وتخلل الصفوف بكل تأكيد  سوف يسهل الاختراق ويساعد على الفشل ويضيع الاماني مهما أختلطت بالوهم والزيف لأن الزبد يذهب  جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث بالارض .
والحقيقة الراسخة أن القضية الجنوبية قضية كل الوطن وحلها وإنصاف واجب وأنه يجب على المكونات المرحلية أن تعود لحجمها الحقيقي وتتخلى عن نظرية التفويض وحكاية الممثل الوحيد   و تتكاتف وتتقارب مع غيرها من المكونات عبر حوار وطني جنوبي شامل ومستقل يشارك فيه  الجميع بدون إستثناء يناقش فيه كل المعضلات والعقبات التي
تواجهه ومن ثم  الخروج برؤية موحدة تحقق للشعب غايته و والمواطن البسيط  أمنياته  بعيش رغيد وحياة كريمة وآمنة في ظل التسوية السياسية القادمة الازمة اليمنية التي تشكل بريق أمل لإحلال السلام  ونهاية زمن  الحرب وبدأ زمن السلام والحوار  والتعايش وقبول الاخر..