آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

العملاق علي بن ابي طالب والقزم مروان الغفوري 

الجمعة - 22 يوليه 2022 - الساعة 10:09 ص
كمال البعداني

بقلم: كمال البعداني
- ارشيف الكاتب



د كمال البعداني 
الكاتب مروان الغفوري  يقدم نفسه كناقد وباحث في التاريخ الاسلامي  وافرد عدة منشورات للتحدث عن ( الفتنة الكبرى ) بداية الاسلام ( من أواخر ايام سيدنا عثمان ومقتله حتى خلافة سيدنا علي ومقتله ايضاً ) وتحت حُجة دحض ( الولاية ) اخذ يطعن ومن عدة اوجه في شخصية سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه بل وامتد ذلك الى ولديه !. 

وآخر تقليعات الغفوري هي وعده بالتحدث عن وسامة علي بن ابي طالب !!  ولا ندري والله ما هو ذنبه عند الغفوري  ؟ فهل وقف مثلا الصحابي الجليل  علي بن ابي طالب رضي الله عنه  بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم  وقال : ايها  الناس انا الوصي انا الخليفة بدلا من ابي بكر ؟ لا لم يفعل ذلك ! هل رفض  رضي الله عنه مبايعة  ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعا  وجرد السيف لقتالهم ؟ لا  لم يفعل ذلك ولم يجرد سيفه الا لقتال المتمردين على خلافته. وقد وصلت الوقاحة  بالغفوري الى التبرير للمجرم عبد الرحمن بن ملجم في قتله للخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه . 

وهو في هذا لا يختلف عن الشيعة الاثني عشرية في تبريرهم لقتل الخليفة الثاني سيدنا عمر ابن الخطاب وتبجيلهم لقاتله المجرم ( ابو لؤلؤة المجوسي الفارسي )، المجرم الاول طعن الخليفة الثاني في صلاة الفجر  والمجرم الثاني طعن الخليفة الرابع في صلاة الفجر كذلك ، علي بن ابي طالب لا يتحمل وزر اي عمل يرتكب بإسمه وفيه مخالفة لدين الله ، هناك مئات الملايين من المسيحيين يؤلهون سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وارتكبوا ابشع الجرائم وخاصة في العالم الإسلامي وفي فترات مختلفة تحت اسم المسيح  حتى الارعن جورج بوش الابن برر غزوه وتدميره للعراق من اجل ( عودة المسيح )  فهل نقوم نحن كمسلمين ونطعن في شخصية ( المسيح عيسى بن مريم عليه السلام  ) لإن كل تلك الاعمال ارتكبت بإسمه ؟ ان فعلنا ذلك  خرجنا من دائرة الإسلام ودخلنا في دائرة الكفر  .

 علي بن ابي طالب يا غفوري  بشر يخطئ ويصيب  مثله مثل غيره من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام  ولكنه عملاق  كبير من عمالقة الإسلام ومن ابرز فرسانه ان لم يكن ابرزهم. وهو  احد الثلاثة الذين خرجوا لمبارزة فرسان قريش قبل بدا معركة بدر  ويعلم كل مسلم ما قال الله تعالى في اصحاب بدر ، على بن ابي طالب من الذين هاجروا من مكة الى المدينة ونعلم ما قال الله في المهاجرين والانصار ! علي بن ابي طالب من الذين بايعوا تحت الشجرة  ومعلوم  ما قال الله فيهم ، بإختصار شديد لقد اخبرنا الله تعالى في كاتبه الكريم  انه قد رضي عنهم ورضوا عنه  يعني خلاص قضي وحسم الامر  ومادام ان الله قد رضي عنهم فانت وغيرك يا غفوري ارضوا  عنهم او عمركم ما رضيتم  . الطعن في شخصية علي بن ابي طالب او في غيره من الصحابة ولا سيما  الخلفاء الاربعة وغيرهم ممن ذكرنا امر خطير جدا  فهؤلاء هم من جمعوا القرآن الكريم  بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم وهم من نقلوه الى الاجيال اللاحقة حتى وصل الينا وسوف يصل الى من بعدنا فاذا تم الطعن في الناقل كان من السهل بعدها الطعن في المنقول !!
وفي الاخير أقول للقارئ الكريم : تابع ما كتبه مروان الغفوري بهذا الخصوص  في كل منشوراته لم يستشهد بآية قرآنية واحدة او بحديث لرسول  الله . 

لم يذكر الله تعالى واذا ذكره في النادر  فإنه يذكره مجردا من اي اضافة فلا يقول مثلا : الله تعالى او ربنا سبحانه وتعالى بل يكتفي بالقول ( الله ) او ( الرب )  وهذا لايليق بمخلوق مسلم يذكر اسم خالقه، وعندما يذكر اسم رسول الله فانه لا يتبعه بالصلاة والسلام كما هو الواجب على كل مسلم بل يقول ( محمد ) او ( الرسول محمد ) حتى عندما اورد ذكر ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال ( عائشة زوجة النبي محمد )  وهذا طبعا منهجه في كل كتاباته  بل وفي بعض الكتابات نجده فيها ينال من الله ورسوله بطريقة او باخرى بينما نجد انه عندما يذكر اسم اديب ايطالي او فرنسي او الماني  وما اكثر ذكرهم عنده لكي يظهر للقارئ انه مثقف ومطلع  فانه يذكرهم بنوع من التبجيل والتفخيم .

 استحلفكم بالله هل الذي  يتأفف ويتعالى عن تعظيم الله ورسوله في كتاباته هل يكون مؤتمن في الحديث عن تاريخ الاسلام وصحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ من يطالع منشوراته يعتقد اول مرة ان الكلام هو لمستشرق نصراني وليس لكاتب يفترض انه مسلم  بل اكاد اجزم ان الكثير من المستشرقين عندما يتحدثون في هذا الجانب فإنهم اكثر تأدبا مع الله ورسول من العميق (مروان الغفوري ) .