اجواء جميلة في عتق بشبوة التي استفاقت اليوم الاربعاء على وقع حبيبات المطر ، وكأنما ارادت السماء ان تغسل احزانها الساخنة بماء السحاب ، وتهدي من روعها واعصابها و ذعرها لما اصابها من امس الثلاثاء الدامي . ولم تزل سماء المدينة ملبدة بالغيوم الرمادية اللون ، وغارقة في ضبابية الموقف من احداثها الدامية في ظل عجز اللجنة الامنية عن تبديد ظلماتها ، و قد اصدرت بيانا غموسا باهتا و بعيدا كل البعد عن صناعة الرسائل الديوانية والصحفيه المتعارف عليها والتي لها اقلامها ومراجعها المميزة ، و جأت صياغة البيان ببلادة كتابة محاضر الاجتماعات وهرطقت مفسبك .
وكان على اللجنة اخذ حساسية الموقف بعين الاعتبار والعمل على صياغة بيان مهني بليغ وشفاف بدلا من الاغراق في الاسفاف الكلامي الفضفاض و الخالي من الجودة والمضمون والمحسوب عليها لا لها ، ويكشف البيان حقيقة المأزق الواقعة فيه وبالذات رئيسها دونما الاخرين من اعضائها ، ويؤكد تأخير صدور البيان عقب ساعات طويلة من الاحداث التي شهدتها المدينة وبثه في الهزع الاول من ليلها الدامس بانه جاء استجابة ملحة لدواعي الضرورة لا اكثر ولا اقل وخوف من زيادة الغضب الشعبي عليها مع صعوبة الجزم باطلاع رئيس اللجنة عليه ام لا وذلك شانهم . وغاب للاسف الشديد عن بصر اللجنة تدعيم مصداقية اجتماعها بصور للاجتماع وغيابها يمثل مثلمة تصيبها في مقتل ، ناهيك عن الخوض في هشاشة المتن الخطابي للبيان المتناقض افكار وقرارات ، و اشد مايلفت نظر المتابع والمختص في البيان تعارض الفقرة الثانية والتالية لديباجته مباشرة والموحية باتخاذ قرارات جرئية و سرية بشطب او ايقاف قيادات امنية محددة و معروفة للعامة حسب مايدعون ، والتراجع الفاضح في الفقرة التي بعدها باقرار تشكيل لجنة عسكرية مختصة لتولي عملية الفصل في الحادثة ، ثم اضطرابه المخجل بالمطالبة بالزج والمسألة للاطراف المتسببة في حادثتي اطلاق النار في نقطة الكهرباء وشوارع المدينة .
وسبق وان اسديت النصيحة لمدير المحافظ المحترم بضرورة الحرص على توجيه الرسالة الاعلامية المناسبة المرتبطة بمجريات الاحداث بالمحافظة ، وعدم جواز تركها للمفسبكين ،ولكن لاحياة لمن تنادي في ركب ضياع المحافظة المنظور .
