آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-06:25م

قمة جدة ولماذا لم تشارك اليمن عضوا رسميا

الإثنين - 18 يوليه 2022 - الساعة 08:32 ص

علي البكالي
بقلم: علي البكالي
- ارشيف الكاتب


ببساطة يا أصدقاء العالم اليوم يتغير تدريجيا ويتحول من النظام العالمي أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب، وبموافقة الولايات المتحدة نفسها، لأن حرب أوكرانيا كشفت حجم الولايات المتحدة في العالم، وأنها لم تعد قادرة على السيطرة على الشعوب والدول بالقوة والإكراه.

المرحلة التي يمر بها العالم اليوم هي مرحلة اعادة تشكيل الأحلاف الدولية استعدادا إما لحرب تصفية عالمية تنهي الأزمة الدولية وتنقل مركز الحضارة والسيطرة لمن ينتصر بالقوة.

 وإما لحوار  متعدد الأقطاب ومتكافئ ينتج عنه نظام عالمي جديد متوازن، يرعى مصالح كل الاقطاب والأحلاف، ويبدو أن أمريكا ليست مستعدة للدخول في حرب كونية ثالثة، رغم أن بريطانيا كانت تدفع باتجاه اصطدام النانو بروسيا والصين، ولكن أمريكا تفضل حروبا بالتقسيط والوكالة، ورغم ذلك لم تستطع حروب التقسيط والوكالة انتزاع الخطر الذي يتهدد أمريكا ويقوض سلطانها المتفرد بالعالم، لذا فالمرجح أن أمريكا ستميل لخيار الحوار والاتفاق السياسي مع الأقطاب المنافسة، وتقاسم المصالح، وخاصة قطب الصين روسيا.

الصراع كله بين القطبين يدور حول الشرق الأوسط وأفريقيا، هذه التركة التي ليس لها وارث شرعي في المجتمع الدولي، وكانت سابقا ملعبا أمريكيا خاصا، ولكن أمريكا انسحبت منه خطأ قبل عقد وتركته للفوضى الخلاقة، وكانت تعتقظ أن الفوضى الخلاقة ستمنع روسيا والصين من التواجد فيه، فحدث العكس من ذلك، وصارت روسيا والصين حاضرة بقوة  في أفريقيا والشرق الأوسط.

الواقع أن دول المنطقة العربية الخليج ومصر اتخذت موقف الحياد الذكي منذ بداية حرب أوكرانيا، ولم تعلن انحيازها لهذا الحلف أو ذاك، وهي اليوم ترتب نفسها كطرف مستقل في اللعبة الدولية، يفتش عن شأن في مستقبل النظام الدولي الجديد.

وبينما يحاول حلف بركس الاقتصادي والعسكري استقطاب البلاد العربية إليه لضرب الدولار وسحب البساط على أمريكا، تحاول أمريكا إنشاء ناتو خاص بالشرق الأوسط ودمج اسرائيل فيه ليكون تحت نظرها، فيما تهدف دول المنطقة بقيادة الخليج ومصر للاستفادة من التحولات العالمية والتهيؤ كقطب من أقطاب اللعبة الدولية الجديدة.

بالطبع اليمن مهم وهو احد أهم مسارح الصراع في العالم، ولكنه معاق بالميليشيا والحروب ودولته منهارة، وشرعيته بلا أدوات ولا مؤسسات ولا إمكانات، وشعبه يعاني المجاعة، لذا لم يلتقي الرئيس الأمريكي بالدكتور العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رغم الجهود التي بذلتها الدبلوماسية السعودية والخليجية، لأن الدول المعاقة في المنطقة مثل اليمن وسوريا ولبنان لا وزن لها في لعبة الصراع الدولي إلا من حيث كونها مسرحا للصراع، وحينما تتعافى اليمن من الميليشيا وتعود الدولة ستفرض الجغرافيا والتاريخ وجودها بالضرورة، ولكن الجريح قبل أن يطلب منه دور تاريخي يجب أن يهتم بنفسه ويتشافى سريعا ليلحق بالأحداث.

في الحقيقة لم أكن أتوقع حتى لقاء الرئيس د. رشاد العليمي والوفد الرفيع معه بوزير خارجية أمريكا بلنكن، وأعتبر ما حدث منجز كبير، لأن أمريكا تنظر إلى اليمن أنها دولة فاشلة، فضلا عن كون النخبة الأمريكية كانت ولا تزال، تميل لدعم الشيعة لاستكمال تتفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد.

لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي والوفد الرفيع معه بوزير الخارجية الأمريكي بلنكن، على هامش القمة، من وجهة نظرنا خطوة متقدمة، وتسجيل حضور ولو بشكل جزئي، وعلى اليمنيين أن يدركوا أن العالم لن ولم ولا يحترم إلا الدول المستقرة والقوية، وأن عليهم أن يتحدوا ويعملوا صفا واحدا لإنهاء الحوثية واستعادة الدولة.