آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:13ص

افواج تعز لمنزل الشيخ الهياجم ..الرسالة المستخلصة

الأربعاء - 06 يوليه 2022 - الساعة 11:32 م

محمد العامري .
بقلم: محمد العامري .
- ارشيف الكاتب


تقول خبيرة علم النفس الأمريكية كريستين باتشو: التغيير والتطور سنة من سنن الحياة، لكن الإنسان برغم ذلك يبحث دوماً عن الإستقرار، ما يجعله يستذكر الماضي بشيء من الحبّ والحنين، لأنّه يعطيه أماناً نفسياً وشعوراً بالتأقلم ..هذا إن كان الوضع الحالي طبيعياً ، فكيف سيكون حنين وإشتياق الناس للماضي في الحالة التي نعيشها ، حرب وموت وإنقسام ، حالة اللا دولة واللا سلم واللا بصيص أمل للإنفراج?!

ونحن ندخل العام الثامن للحرب التي تعيشها تعز وكل البلاد كنتيجة من نتائج فعل وأحداث السنوات الأخيرة لما قبل السنوات الثمان ، تقول تعز : أن الحنين للماضي وإستذكاره والعودة لما أرتبط به ليس عيباً ولا يعد أمرا يتطلب تخفيه ، فالعيب والوقاحة الإستمرار لحشد التبريرات والهروب من الإعتراف بجرم وجريمة هذا الواقع المعاش ومن كان سبباُ في ولادته بمشروعه وأشخاصه ، بوسائله وأدواته .

ليس هناك محافظة دفعت الثمن الباهض منذ إندلاع ما سمي بالربيع العربي مع كامل التحفظ على هذا المصطلح كتعز ، وكان أبناء هذه المدينة الأكثر من دفع الثمن في هذه السنوات ـ سنوات الطيش والضياع ـ والتي كان الطمع الداخلي والأطماع الخارجية العنوان البارز والإجابة  المختصرة لأسبابها ولما يجري في طول هذه البلاد وعرضها وماذا يراد منا ومنها .

وللعودة للنموذج السيئ المقدم لأبناء تعز في إدارة محافظتهم في هذه السنوات ، بكامل جوانبه وأشخاصه ، لكل ذلك الأداء وتلك الوجوه البئيسة والبائسة ، كان كافياُ وبزيادة لبحث أبناء هذه المدينة لماضيهم القريب وزمنهم الجميل ، اصبحوا يسرون عندما يذكرون بأي شيئ يعودهم لذلك العهد بكل سلبياته ومساوئه ، يشعرون بالرضا والثقة لمجرد سماعهم بتعيين شخص ينتمي لتلك الفترة في مكان ما ، لقد وصل حال الناس أن فقدوا ثقتهم بكل مخرجات ورموز العقد الأخير ،  الذي لم تشهد تعز أن حكمتها  سلطة  بسوء سلطة اليوم ، منذ أن وجدت تعز كـ جغرافية على  الخارطة.

كان حجم ومستوى الحفاوة والإستقبال الذي حظي به وكيل أول محافظة تعز سابقاً الشيخ محمد بن محمد عبدالملك الهياجم بعد عودته للمدينة قادماً من خارج الوطن الأسبوع المنصرم بعد غياب سنوات وأفواج الناس لزيارته والسلام عليه مذهلة للغاية وعبرت عن أشياء كثيرة لحال وواقع تعز في عهده ومن أتى بعد ذلك العهد ، هذا الزخم والحب الظاهر لمواطني المدينة حمل رسالة واضحة بينة جلية ، بصرف النظر عن مكانة وسمعة الشيخ الهياجم كمرجعية من مرجعيات تعز ورمز من رموزها وشخصية جامعة تحظى باحترام جميع مكونات المحافظة بتياراتها وأطيافها المختلفة .

اين أنتم ? ..إلى اين ذهبتم? ..لماذا تركتمونا لهؤلاء الأوباش? ..رحلتم وصمتم وتركتمونا منفردين في مواجهة هذه السنوات الرديئة ، الرديئة بكامل تفاصيلها ورموزها ووجوهها ...عودوا لتعود الدولة ومعها الأمن والإستقرار ،  عودوا ليعود رجال الدولة من يلتف الناس حولهم ويشكلون محل إجماع مجتمعي عند شغلهم إدارة الوظيفة العامة بمهنية متجردة من النزعات المناطقية والحزبية .. هذه رسالة مستخلصة للتعبير عن سر هذا الإستقبال البهيج واليومي لأحد رموز هذه المدينة سابقاً وفي الوقت الحالي ابن تعز البار الشيخ محمد الهياجم وسيحظى غيره من رموز تعز السابقين كل هذا الإبتهاج والحفاوة من قبل الناس عندما يقررون العودة وزيارة مدينتهم.. فهل ستصل رسالة أبناء تعز لمجلس القيادة الرئاسي بأن الشيخ محمد الهياجم الذي أعطى لتعز الكثير ولازال قادر على العطاء ، هو الأقدر والأكثر كفاءة لقيادة تعز إلى بر الأمان في الوقت الراهن?