آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

الوقوع في المازق والمحاولات الفاشلة للخروج منه

الأربعاء - 06 يوليه 2022 - الساعة 09:04 م

عبدالسميع الاغبري
بقلم: عبدالسميع الاغبري
- ارشيف الكاتب


منذ الوهلة الاولى للحرب التي اندلعت بعد هروب الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء وعزم الحوثيين وحليفهم الماسك بكل زمام الدولة السيطرة على البلاد وتحطيم وكسر كل القوى المعارضة لهم ثم أيجاد حلول لتقاسم السلطة أو استئثار طرف منهم بها، لم تكن الخيارات التي بأيدينا كافية ولايمكنها مجابهة خطر السيطرة على البلد جنوباً وتعز المجاورة للجنوب التي أندلعت فيها ثورة الحادي عشر من فبراير لإسقاط نظام علي عبدالله صالح،لم نكن قادرين على حماية الرئيس ولا الأرض ولا أنفسنا ومع ذلك خرج البعض المحاولة وركل الياس،وكان نتيجة ذلك وقوع وزير الدفاع محمود  احمد سالم الصبيحي في الأسر ورفيقاه فيصل رجب وشقيق الرئيس ناصر منصور ودخول قوات الحوثيين وصالح  معظم أنحاء العاصمة عدن،واصل هادي رحلة هروبه إلى الخليج وحط رحاله في المملكة العربية السعودية وطلب تدخل الخليج والعرب لإنقاذ البلد والحفاظ على بلدانهم من المخاطر والمساعدة على استعادة الدولة اليمنية  واستمرت مقاومة على الأرض على أمل حدوث تغير أو تسجيل موقف مشرف على الأقل اذا لم يتحرك الجوار.

أدركت دول الخليج خطر الحوثيين وبالأخص السعودية الخطر الذي يعنيه تمدد الحوثيين وسيطرتهم على اليمن،وشُكل تحالف عربي من عدد من الدول  وبدأ في شن الغارات الجوية والبحرية وزعزعة القوات القادمة من صنعاء،وهذا الأمر أعاد إلى الشعب في الجنوب الإرادة والعزيمة والثقة وخرج الجميع للقتال ،ثم توالى الدعم العسكري حتى تم تحرير الجنوب وصولاً إلى الحديدة،عبر قوات وتشكيلات يقودها سلفيون وتحت مسميات مختلفة،بينما فشل الجيش في مأرب وتعز من إنجاز مهمة التحرير بشكل كامل.

تحرر الجنوب وهنا تعززت الإرادة الجنوبية لاستعادة الدولة وفض الشراكة مع الشمال بعد وحده فاشلة انتهت بغزوا الجنوب،وخرج الجميع في الساحات للمطالبة بدولة مستقلة،وتم تشكيل المجلس الانتقالي  الجنوبي وتم تشكيل قوات عسكرية له من قبل التحالف وخصوصاً الامارات وتم احتواءه ،ومواصلة المعركة بالاستعانة بالسلفيين والجيش ،فالتشكيلات السلفية وصلت الحديدة واوقفتها الأمم المتحدة والجيش سلم مناطق للحوثيين نكاية بالجنوب والانتقالي والتحالف وبذلك وصلنا الى العام الثامن حرب دون تحقيق أي هدف.

في الجنوب لم يقدم التحالف ولا الحكومة الشرعية والانتقالي نموذجاً مشرفاً يحتذى به ،كدلالة على حسن نية تجاه الشعب فالأمر كل سنه كان يزداد سوءا ،ارتفع سعر العملة والمشتقات والكهرباء منقطعة والطرقات مهدمة الرواتب منقطعة  والفقر تفشى كالوباء  والحياة مأساوية ولم يحرك الحلفاء ساكناً لإنقاذ من تدخل لإنقاذهم .

لم يكتمل التحرير لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية الشعب يعيش في جحيم،الساسة الجنوبيين والشماليون من كل الأحزاب في رغد العيش في دول العالم،والشعب يعاني.

السعودية تتفاوض مع الحوثيين لإنهاء الحرب،الانتقالي شريك مع قوى الوحده والإرهاب كما يسميها.

وبذلك ثمان سنوات حرب خسر فيها الشعب اكثر مما كسب،والسؤال متى يدرك الشعب أنه المستهدف هو البلد بأكمله أرضاً وانساناً ولم يعد هناك عدو واحد للتحالف العربي ،واذا كان يعتقد البعض أن هذا خطأ فليثبت التحالف ومن لوى ذراعهم في حكومة ورئاسة وانتقالي اليمن عكس ذلك ويتحملون مسؤولياتهم ويخرجوننا من هذا المازق