آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

مداحون عَصْرُهم ومطبلين عصْرُونا

الأربعاء - 06 يوليه 2022 - الساعة 08:50 م

عبدالكريم الاغبري
بقلم: عبدالكريم الاغبري
- ارشيف الكاتب


كم كان يعاني الناس في عصور وازمنةٍ وحقبٍ وقرونٍ مضت من أولاءك المداحون والهجاؤن والشعراء الذين وصفهم الله بقوله ( (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)
فكان هذا يمتدح ذاك وذاك يذم هذا  وذلك لاغراض دنيويةٍ محضه فيمتدحون للمال والجاه ويقولون ما ليس موجوداً فمن مُدح أو ذُم وهكذا دواليك .
أما في عصرونا الحديث فقد تطورت الكلمة من مداحين الى مطبلين إذاً نحن نمشي مع العصر والتكنولوجياء الحديثة والتطور الديمغرافي في تكتكة التطبيل والتلميع وإعطاءه رونقه الخاص به وذلك على حسب من نريد التطبيل له وعلى حسب حجمه ومكانته  ،،،،ولنا مثالاً بسيطاً على ذلك ،،،من يريد بناء بيتاً وهو فقيراً يأتي ببعض الحجيرات وهي تصغير للحجاره فينقل رجلاً بسيطاً لوضعها فوق بعضها ويسد الفجوات بالتراب ويعمل له سقفاً من سعف النخيل وانتهى الامر ولم يلتفت عليه أحد وهذا يدل على مكانته المتواضعه،،،،فقير،،،،فقير،،،له الله.
اماء إذا أراد أن يبني الغني بيتاً فلا ندري أغناءه حللاً أم حراماً فيأتي بالحجارة المنقوشة والأسمنت والزخارف والعمال الجيدين والماهرين ويقومون ببناء البيت جيداً وزخرفته ويجعلون له منظراً يلتفت إليه. وهاهم اليوم المطبلون الذين يجيدون التطبيل والتلميع لمن يكثر سخاءه عليهم لا يكترثون لشيء غير المال ،،وهناء قانونٌ فيزيائي مثل القانوانين التي كنا نسمعها زمان ولكن هنا بمعنى آخر  ،،،كلما زاد التطبيل زاد الفساد ،،،وكلما زاد الفساد زادت التخمه ،،،وكلما زاد التطبيل للفاسدين زاد الضخ من الحفنات الزائله،،، أي المطبلين والملمعين لا هم لهم إلا المال يطبلون ويقولون ما لا يعون ،،،إنماء المال والمال شعارهم ولا شعار غيره ،،،فسؤالي كيف إذا ذهب من تطبلون له ؟

  عبدالكريم الأغبري