آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:34م

أسواق السلاح وسط المدن خطأ قاتل وانفجار لودر الأنموذج القبيح

الثلاثاء - 05 يوليه 2022 - الساعة 05:47 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


أذكر أيام زمان وأيام كانت لنا دولة مزمبرة، كان المواطن يحوش بقطعة سلاح، ولا يستطيع إخراجها من باب البيت، وإن أخرجها كان حذرًا وعلى وجل، ولا يقترب بها من المدينة، وكان المواطن لا يستطيع حمل خنجرًا وإدخاله إلى عدن، واليوم اللهم سلم سلم في كل مدينة سوق سلاح.

 نعم سوق سلاح بمختلف الأنواع والأشكال من طلقة مسدس حتى ذخيرة دبابة، ومن مسدس حتى الآر بي جي، وربما تكون هناك مستودعات للصواريخ وغيرها، فهل ضاعت الحكمة منا حتى نرضى بهذا الوضع؟

العجيب في الأمر أن النقاط العسكرية والأمنية تقف على مداخل المدن لتمنع حمل السلاح، ويبدأ الجنود بتفتيشك وتفتيش سيارتك باحثين عن سلاح، والمدينة المحروسة يسكنها سوق سلاح، فبأي عقلية نعيش اليوم؟

اليوم وقع المتوقع وانفجر محل لبيع السلاح في وسط مدينة لودر مدينة السلام والسلا، وراح ضحيته العديد من الأبرياء بين قتيل وجريح، وانتهت الممتلكات وروعت النساء والأطفال، وروع الآمنون في السوق، فما الفائدة من التباكي اليوم على الحال الذي وصلنا إليه؟

 هل ستبادر السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية ووزارة الداخلية والدفاع بمنع مثل هذه الأسواق، ومنع بيع الأسلحة مهما كان حجمها ونوعيتها؟  متى سنأمن من هذه الأسواق المنتشرة في مختلف المدن؟ متى سيصدر قانون ويتم تنفيذه بمنع المتاجرة بالسلاح؟ متى سيأتي هذا اليوم الذي نعيش فيه في ظل دولة تمنع حمل السلاح والمتاجرة به؟

أخيرًا لا نملك إلا الترحم على أرواح من سقطوا اليوم جراء سقوط الدولة، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، والتعويض لمن خسر أمواله في هذا التفجير، واللهم سلم سلم.