آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:05م

تأملات .. بين حالين.!!

الثلاثاء - 05 يوليه 2022 - الساعة 09:10 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


*الامن قبل الإيمان.*
 بلد الحرمين الشريفين حباها الله بالامن والامان منذ ما قبل الاسلام ومازالت تعيشه واقعاً.. أمن حياتي وامن غذائي وامن سياسي مصداقاً لقوله تعالى: 
( الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) ويتوٌج ذلك بالقداسة الدينية التي تنفرد بها المملكة من بين دول العالم الاسلامي. 
نعم هي نعمة ربانية عظيمة تستوجب الشكر والطاعة والبعد عن المعاصي لأن المعاصي تزيل النعم..والاسلام لاينتشر  ويزدهر الا في الجو الامن..فالامن قبل الإيمان..

*في ضيافة الرحمن.*
 ان يختارك الله جل جلاله من بين مئات الملايين من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها لزيارة الاراضي المقدسة لاداء مناسك الحج كضيف للرحمن فذلك مؤشر انك على قدر كبير من التوفيق والسداد.. 
وتلك رحمة اختصك الله بها ، وعليك ان تحمد الله كثيراً على ذلك التوفيق.. وان تعيش في معية الله عابداً ساجداً ملبياً مبتهلاً اليه في خضوع وخشوع وتذللاً وطاعة تليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.

*بين يدي البيت الحرام.* 
 حين تدلف الى البيت الحرام وتتجاوز ابوابه المتعددةحتى تقف امام الكعبة المشرفة وجهاً لوجه اينتابك شعور قوي بالرهبة وتغشاك السكينة ويتقمصك الوقار فتشعر أنك في حضرة ملك الملوك .. وذلك شعور لايوصف وحين تطوف بالكعبة المشرفة بين جموع الطائفين ترى اجناساً والواناً واشكالاً من البشركلهم يسيرون في حركة انسيابية متناسقة وهم يبتهلون الى الله كل بلغته وطريقته فتجد العالم كله يدور حول البيت العتيق.

*بين راحة العبادة وضيقها*
 في المسجد بمنطقة العزيزية بمكة المكرمة يصلي الامام بالناس بتؤده ويرتل القران ترتيلاً والكل ينصت الى التلاوة العطرة بخشوع تام والمكيف يضخ هواءً بارداً يساعد على الوقوف بين يدي الله  ساعات وليس دقائق ..

تذكرت صلاتنا في اليمن والكهرباء طافي والمصلون يتصببون عرقاً وينشغلون بزمن نهاية الصلاة لا بالخشوع والتذلل بين يد الله فتحسرت كثيراً على حالنا ودعوت الله مخلصاً بالفرج بعد الشدة وان يجازي من كان السبب.

*طعم العبادة.*
 في مكة المكرمة تذوق طعماً للصلاة وتتلذذ باطالتها  وتتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ارحنا بها يابلال).
وفي اليمن تذوق طعم الاختناق حراً وتتمنى انتهاء الصلاة قبل ان تنتهي انفاسك..وحينها تتخيل سكرات والموت .
والله يجازي من كان السبب.