آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:25م

هذا العيد سجلوني غياب

الأحد - 03 يوليه 2022 - الساعة 12:00 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


سيغيب عن مراسيم هذا العيد لهذا العام الكثير من البسطاء الذين ضربهم الفقر، فكسر فرحتهم، فلم يستطيعوا أن يوفروا بدلة العيد لأطفالهم، فسيتوارون خلف الجدران حتى لا يجرح أحد مشاعر أطفالهم، وحتى لا تهتز صورة أبيهم الذي يجدون فيه المنقذ لهم والسد المنيع في وجه كل من يخيفهم، أو يحاول أن يسرق سعادتهم..

سيغيب الكثير من البسطاء الذين حرموا من أبسط شيء في هذه الحياة، سيغيبون لأنهم لا يملكون قيمة جعالة العيد لأطفالهم، وجعالة العيد بالنسبة لهم لا تتعدى قيمة واحد طرزان، ولكنهم لا يملكونها، ستغلق دونهم الأبواب حتى لا يسمع بهم أحد، وحتى لا يجرح مشاعر أطفالهم أحد.

سيكون عنوان الكثير من البسطاء لهذا العام سجلوني بدفتركم سجلوني غياب، وستكون مناجاتهم لهذا العيد: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد، فلا جديد في هذا العيد سوى الجراحات والآهات والأحزان.

سيغيب الكثير من الفقراء عن هذا العيد لهذا العام، فقد غابت الفرحة عند الشعب وأصبح باحثًا في خراب، هذا يفجر وهذا يقتل بجانبه، والضحايا أبرياء ذنبهم أنهم يبحثون في هذا الزحام عن لقمة العيش، فعنوان اليمنيين لهذا العام: هذا العيد، سجلوني غياب.

  لقد عبث الفقر بهذا الشعب ففي عهد الثمانية لا رواتب ولا علاوات ولا حتى يواسونا بما يفرح أطفالنا، فالفرحة غابت والسعادة تراها غياب، لهذا سيكون لسان حال الكثير من البسطاء معذرة لهذا العيد سجلوني غياب.

  لقد غابت الدولة، وأصبح الشعب يبحث عن أساسيات الحياة، وما حصل كسوته للعيال، غابت الدولة وغاب معها كل شيء إلا الفوضى مازالت حاضرة وهي سيدة المشهد، فقد غاب كبش العيد، وحتى الدجاجة غابت، لهذا سيغيب الكثير عن هذا العيد، فسجلوني بدفتركم لهذا العيد سجلوني غياب.