آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:44ص

( كانوا طبيبات )

السبت - 02 يوليه 2022 - الساعة 04:43 م

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


أمهاتنا وعلى الفطرة كانوا طبيبات حكيمات معلمات مدرسات فقيهات عابدات وألسنتهم تلهج بذكر الله وبالكلام وبالقول الطيب الحسن والحديث العذب واياديهم مثل البلسم تشفي الجروح وتطيب وقلوبهم طيبة رقيقة نقية صافية مثل اللبن الحليب ومثل الصبح الأبلج ترق في مكان وتقسوا في مكان بعلمهم وثقافتهم ومفاهيمهم المتواضعة في الحياه وفي كيفية التعامل والسلوك السوي في تربية الأولاد منهم من هي متعلمة ومنهم من هي متوسطة التعليم ومنهم من هي أمية والبعض منهم ملمة وأخرى قارئة وحافظة للقرأن والسنة  وبعض الحديث وكانوا أمهات بكل ماتحمل الكلمة من معاني الأمومة وهذا ليس تقليل في حق أمهات اليوم ولكن هناك بون شاسع بين أمهاتنا وفي ظروف زمنية معينة عاشوها منذما قبل الأعوام الخمسينيات والستينيات والسبعينيات إلى فترة نهاية الثمانينات كان من ثمارها أجيال نساء ورجال هم اليوم النخب المثقفة والمتعلمة والكوادر والقيادات وعلى كل المستويات ولا مقارنة البته بما تعيشه أجيال مابعد تلك الأعوام هذه حقيقة ومن غير زعل وحرف الكلام ومقاصده.

أجيال كانت صحيحة العقل والبدن وعلى خلق لا تعرف العيادات ولا المستشفيات إلا فيما ندر رغم وجود أكبر وأعرق المستشفيات على مستوى الشرق الأوسط والجزيرة العربية والخليج ألا وهو مستشفى الملكة إليزابيث سابقا،الجمهورية حاليا إضافة الى مستشفى مصافي عدن وغيرهم من المستشفيات إضافة إلى وجود كبار وأشهر الدكاترة والأطباء الأجانب والمحلين انذاك إلا أن أمهاتنا كانوا هم الطبيبات المعالجات مستغنين عن كل تلك العيادات والمستشفيات إلا فيما ندر وكانوا عندما يمرض أو يوعك طفل أو يصاب بحمى أو جراح أو اي شيئا كانوا هم الطبيبات ومعروفة كانت أمراض الأطفال مثل الحصبة والالتهابات واللوز والكتيعه والخاشي والرمد والإسهال والجفاف والغازات وبعض الجروح والإصابات الناتجة عن اللعب في الشارع أو البيت أو المدرسة وغيرها وكانوا لايستخدمون العلاجات والعقاقير وكانت أغلبها علاجات طبيعية وعلى الفطرة من بعض العسل والسمن البلدي والخضار ومن الثوم والبصل ومن الأعشاب من محلات الطعارة وأشهر تلك المحلات كانت للحاج محمد عبداللاه في الشيخ عثمان ومن الزيوت الطبيعية ومن حليب الأغنام والأبقار والنوق،الأبل وأذكر مثلا أصيب أخي الصغير في حلقه ولسانه وذقنه بحبات جعلته لا يستطيع الأكل ولا الشرب وتسببت له ببعض الحمى فكانت والدتي تذهب به إلى عند الجيران الذي عندهم من المواشي والأغنام التي تدر الحليب فكانت تحلب من ضرع الماشية مباشرة إلى حلق ولسان ودقن أخي الصغير وفعلا لم يمر اليوم إلا وأخي الصغير قد تحسنت حالته وصار أفضل وهكذا في حالات كثيرة عشناها وعايشناها وأمور حياتية كثيرة أخرى لا يعرفها إلا من هم من أجيالنا عاشوا تلك الفطرة وعفويتها وذلك الزمن الصافي النقي الجميل رحم الله أمهاتنا وامهاتكم وأمهات جميع المسلمين

#المريسي.