آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:13ص

بين المملكة واليمن..هناك فرق في الوطن.!!

السبت - 02 يوليه 2022 - الساعة 01:37 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في رحلتي الى الاراضي المقدسة لاداء مناسك الحج لهذا العام .. وصلت الئ مكة المكرمة قبل ايام فغصت في محيط الوطن الآمن المستقر الذي يأتيه رزقه رغداً من كل مكان.

كل شي في هذا البلد الطيب يوحي بالامن والامان والاستقرار النفسي.. 
تشعر فيه انك في بلد يفيض بالإيمان ويحفظ كرامة الانسان.  

لم أشعر بالخوف او الترقب والغلق.. اخرج ليلا اوفجراً او نهاراً بنتهى الحرية .. 
تجولت في شوارع المدينة ، مشيت بين اهلها وناسها وزرت محلاتها التجارية ومطاعمها المفتوحة على مدار الساعة وحركة المواصلات التي لاتتوقف.
 
حتى ان أم ناصر استغربت من كثرة السيارات فقلت لها: انه بذخ المعيشة قاد الى كثرة اغتناء السيارات ولكنها تسير في طرق آمنة ومنظمة ومضبوطة باشارات المرور التي لايجرؤ احد على تجاوزها ولاتجد اي اختناق مروري نظراً لدقة التنطيم  والنظام العام الصارم وكثرة الجسور ( الكوبري) بلهجة السعوديين.

الحياة تسير على سجيتها لا احد يعترض طريقك ليسألك: من فين جاي؟! 
واين تريد؟! 
كما يحصل في يمننا الحبيب للأسف.!!

إيييه كم أشعر بالأسف وانا انظر الى شعوب المنطقة كيف تعيش بامن وامان وسلام وشعبنا يرزح تحت نير الظلم والقهر والاستبداد والفساد.

 

وبالرغم من الراحة النفسية التي شعرت بها وانا في بلد سار على ترابها سيدنا وشفيعنا ورسولنا الكريم محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم .. ويزداد شعوري غبطةً وسروراً وانا انظر الى البيت الحرام زاده الله هيبةً وعظمة وجلالاً.. 
حين ادلف الى باحات المسجد فارى الكعبة المشرفة ماثلةً امام عيني يهتز قلبي رهبةً وتذللاً وخشوعاً..
ولكن الراحة لاتكتمل ووطني واهلي وناسي يعيشون اوضاعا لا ًتسر صديقاً ولاتغيض عدواً.

كل شي في اليمن وخاصة عدن يدمر بشكل ممنهج .. النهب والبسط والبيع والشراء والثراء واستخدام القوة وشرعنة المشهد الظلامي صار سيد الموقف.

تشعر بغصة تخنقك وانت ترى ابناء الوطن يسحقهم الفقر ويحرقهم انقطاع الكهرباء وتأخر الرواتب وتفتك بهم الامراض والالام والجراحات.

كم هي كثيرة ومتشعبة الام وأوجاع أبناء الوطن اليمني يتجرعونها بلا ذنب الا ان وطنهم صار ساحةً مستباحةً يعبث فيه الاغراب حين تسلط عليه  شلة من ابنائه العاقين فباعوه في سوق النخاسة.

والاكثر إيلاماً ان الناس في وطني بدأوا يتندمون على مراحل الماضي على علاتها . 
لكنها كانت اهون مماهم فيه اليوم.. والله يجازي من كان السبب.

كم هو مؤلم ان تشعر بالشوق الئ وطنك وانت تعلم انه ينزف وتلفه الجراحات والالام والدمار..ولكنه وطن.

رحمتك يا رب .. إرحم  اليمنيين من كل هدا العذاب فأنه قاس ومؤلم؟!