آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:10ص

نظارة السعادة الخضراء و عمى الالوان

الجمعة - 01 يوليه 2022 - الساعة 03:11 م

علي المصعبي
بقلم: علي المصعبي
- ارشيف الكاتب


مع تقدم العلم و زيادة الرفاهية للإنسان قلت نوعا ما مناعته كأثر رجعي لمستوى النعمة التي يصل إليها من خلال ما تقدمه التكنولوجيا من سبل راحه بمختلف مستوياتها

تلك الرفاهية التي باتت تؤثر على صحتنا بشكل ما مباشر و غير مباشر و من أهم الحواس التي نحرص على عدم إصابتها بضرر هي النظر و نظرا لضعف تقبل العين لاشعه الشمس الحاره اخترع الفكر الإنساني الجميل النظارات للوقاية من الشمس ثم تطور الوضع لتصبح سبيل لعلاج كثير من أمراض النظر قصرة أو طوله و غيرة من علل الأبصار .

دعونا نتحدث عن النظارات الغير طبيه التي تتسم بكونها نوع من الرفاهية التي صنعت خصيصا لاصحاب الفخامات و المعالي فتحعلك ترى الاشعه الحارقه إلى ظل ظليل تجعلك ترى الجفاف إلى بلل مائي و من ضمنها نظارات السعادة الخضراء التي تجعلك ترى الصحاري القاحله و الارض الجدباء و كانهن مروج خضراء كساها اللون الاخضر على مد وصول بصرك عبر تلك النظاره.

اولئك الذين يلبسونها لا يخرجون من جحورهم الا ليلا لقضاء ساعات الطرب و الوناسة مع اعظم الوطنيات الغانيات اللواتي يقدمن خدمه جليله للوطن بامتاعهم حتى يحكمون وهم في نفسيه عاليه تحقق العراء و البلاء اقصد الكساء و الرخاء للمواطنين و عند استعراضهم في المناسبات الوطنية في قاعات او ساحات الاحتفالات ايضا يلبسونها لتشعرهم بالسعادة و النشوة  

نظارات السعادة كما يسميها البعض تجعلهم يأمرون عسسهم بقتل كل المعارضين الذين يكذبون بتصوير الواقع خلافا لما يشاهدونه بأعينهم عبر نافذه نظارات السعادة الخضراء .. تلك النظارات التي طارت رقاب و انتهت حقب حكم بسبب إدمانها الزائد عن اللزوم  تلك النظارات التي تمنى المواطن أن يلبسها يوما لعله يعيش لحظات وهم أنه جوعه وهم و مرضه وهم و أن قبحه وهم و أن ظلمه وهم  

يبقى الواقع هو الفيصل فسرعان ما تأتي لحظه تضيع فيها تلك النظارات أو تختفي ليصدم مدمنوها على واقع لم يكن لهم في الحسبان قط سواء كانت دول أو قوى أو نافذين حينها و حينها فقط ستنصب كل عذابات حدثت جرائها من المتضررين على صدور و كاهل من يلبسونها  حينها سيدرك الحكام كم كان الوقت ثمين وهم يضيعونه في نقاش مع مومسات الليل لتحقيق أمن و عدل و نماء و رخاء مواطن مستتر تقديرية هي و ليس الشعب .

سنكسر هذه النظارات حينها لن يتضرر نظرهم و حسب بل سيكتشفون أنه فقد منذ تم وضعها فوق عيونهم و أنهم فقدوا مع بصرهم بصيرتهم فهل من معتبر .