آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:55م

بهدف إضافة قنوات إيرادية.. جامعة عدن تتحول إلى إسفنجة !

الأربعاء - 29 يونيو 2022 - الساعة 07:23 ص

صديق الطيار
بقلم: صديق الطيار
- ارشيف الكاتب


كانت جامعة عدن قبل سنوات تفرض على طلاب الدراسات العليا (الماجستير - الدكتوراه) الحصول على شهادة "التوفل" في اللغة الإنجليزية من كلية اللغات التابعة لها كأحد الشروط الأساسية للموافقة على مناقشة رسالة الماجستير أو أطروحة الدكتوراه.. 
ولكي يحصل طالب الماجستير أو الدكتوراه على شهادة "التوفل" يجب عليه الالتحاق بأربع دورات في كلية اللغات، مدة كل دورة شهر، ورسوم كل دورة مبلغ وقدره..

مؤخراً ضاعفت جامعة عدن الشروط والإجراءات على طلاب الدراسات العليا، حيث أنشأت معهداً أسمته "معهد التصحيح اللغوي والتأهيل"، مقره في ديوان الجامعة، واشترطت على الطلاب الالتحاق بدورات يقيمها المعهد لنيل ما أسمتها (شهادة الكفاءة) في اللغة العربية واللغة الإنجليزية (أربع دورات في اللغة العربية، وأربع دورات أخرى في اللغة الإنجليزية)، ورسوم كل دورة مبلغ وقدره.. 
الغريب في الأمر - أو بالأصح المضحك - أن شرط الالتحاق بدورات دروس اللغة العربية فرضته الجامعة حتى على طلاب الدراسات العليا في قسم اللغة العربية.. وهذا يعني أن طلاب الماجستير والدكتوراه في قسم اللغة العربية سيتعلمون في تلك الدورات أساسيات اللغة العربية التي قد تعلموها سابقاً في مستويات الدراسة الجامعية الأولى أثناء دراسة "البكالوريوس"..

ولم تكتفِ الجامعة بشرط التحاق طلاب الدراسات العليا بدورات نيل "شهادة الكفاءة" في اللغتين العربية والإنجليزية، بل أيضاً فرضت عليهم أن تُجرى عملية التصحيح اللُغوي لرسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في المعهد ذاته من قبل مختصين لُغويين أهّلتهم من أجل ذلك، وحددت القيمة المالية لكل صفحة من صفحات الرسالة والأطروحة مبلغ وقدره.. وشددت أنها لن توافق على مناقشة رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه لم تتم عملية تصحيحها اللُغوي في المعهد التابع لها..

بالتدقيق في الهدف الرئيس من تلك الشروط والإجراءات "العبثية" نكتشف أن جامعة عدن فقط سعت لإيجاد قنوات إيرادية إضافية تقتات منها، دون الإحساس بمدى الاستنزاف المادي والطاقي لطلاب الدراسات العليا الذين يجدون أنفسهم أمام أمر واقع فرضه عليهم الضمير الغائب والجشع الحاضر.