آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-07:52م

من عدن إلى مصر ابحث عن وطن

الثلاثاء - 28 يونيو 2022 - الساعة 08:21 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


شهر وبضعة ايام منذ غادرت عدن إلى مصر مقيم طوال هذه المدة في القاهرة لم أشعر لحظة واحدة بالخوف والحذر والقلق أخرج ليل نهار والحياة تدب في شوارعها ، الناس تعمل والمحلات والمطاعم مفتوحة على مدار الساعة. وحركة المواصلات لا تتوقف دقيقة اوثانية .

لاشي يؤلمني غير الشوق لوطني الحبيب الذي ينزف ولجنة عدن التي صارت ساحة للفوضى والعنف والبلطجة والموت

سألني صاحب التاكسي انت من اليمن أجبته نعم وعاد يسأل ومن فين 
قلت من عدن

قال عدن جميلة واجمل من القاهرة والاسكندرية. قلت كانت بالفعل اليوم هي خراب

تذكرت كلام احمد الميسري في ذلك المقطع الصوتي الأخير الذي سرب بغير قصد وهو يقول : عدن مساحتها كيلومترات لو هناك توجه جاد لانتشالها ستعود بين ليلة وضحاها غسيلها بالماء والصابون

تجولت في معظم مدن القاهرة وعلى نهر النيل وإلى طنطا ووالخ وتخايلت عدن فرأيتها اجمل بموقعها الاستراتيجي البديع وبحرها الجميل
. لكن لإفائده كل شي في هذه المدينة وغيرها يدمر بشكل ممنهج النهب والبسط والبيع والشراء والثراء واستخدام القوة وشرعنة المشهد الظلامي أصبح سيد الموقف

هل تصدقون في كل ساعة ودقيقة تصلني مئات الرسائل من ابناء الوطن يستغيثون من الفقر وانقطاع الكهرباء والرواتب والمرضى والجرحى. فكيف يطيب لي العيش والهروب من أوجاع أبناء بلدي الذين يلاحقوني من اليمن إلى القاهرة وما باستطاعتي اعمل لهم أمام سلطة وحكومة مرد أصنام

قرأت البارحة منشور فتحي بن لزرق وهو يصف الوضع المزري في عدن ويتذكر سنوات حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ويشعر بالحسرة والندم على تلك الأيام التي نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون

واقول للعزيز فتحي لوكنت عشت السنوات الست من العام ٨٠م إلى ٨٦م أيام حكم الرئيس علي ناصر محمد لدولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لبكيت على ازدهار عدن ومحافظات الجنوب الست . لن تغيب عن ذاكرتك وانت تتنقل بالباص أو البيجوت من الشيخ عثمان إلى كريتر وخور مكسر والمعلا والتواهي وعدن الصغرى البريقة ودار سعد والمنصورة تلك المشاهد الجميلة وحركة العمل والإنتاج ومن أمام فندق عدن الاستراتيجي والنافورة قبالة . أن تذهب الى زنجبار وساحة الشهداء ومزارع الموز والتعاونيات المختلفة في أبين مازلت بصمات محافظها الجسور محمد علي احمد باقية وان دمرت تلك المعالم بشكل ممنهج

في تلك الحقبة الزمنية كنت تتجول في كل مكان وتنام بالشارع والرصيف بأمان لاشيئ يخيفك من لم يعيش سنوات قيادة الرئيس علي ناصر محمد لدولة الجنوب عليه أن يعود إلى الأرشيف ويقراء بحيادية بعيدا عن التعصب والتطرف سيجد أنه أفضل رئيس نهض بالدولة ومؤسساتها وانفتح على الخارج .. في عهد أبو جمال لن يستطيع ايا كان يخصم من راتبك عانة واحدة . كان القانون والدولة والنظام والعدالة حاضرة لايمكن لعلي ناصر يقوم بتسليم أقارب له منصب كان التوازن السياسي والاجتماعي والعسكري حاضراً .حتى عضوية اللجنة المركزية تاتي بالانتخاب في المؤتمر العام والإجماع على منح الترشيح

صحيح لاباس نظام صالح كان في شكل لدولة ويحلم به الناس اليوم . لكن كان الظلم والقهر والاقصاء موجود بقسوة لكن ليس بواقع اليوم ومايحدث في الجنوب فقد بلغت المناطقية أقصى مدى . والدولة ضائعة 
الحديث يطول . واعفي نفسي من سنوات حكم سالمين لاني لم اعيشها 
والسلام ختام