آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:47م

انا مش كافر

الإثنين - 27 يونيو 2022 - الساعة 12:00 ص

محمد السوكة
بقلم: محمد السوكة
- ارشيف الكاتب


ما جعلني احمل القلم واكتب هذا، رغم تدهور وضعي الصحي، الذي جعلني عاجزاً وغير قادر على الحركة.. ذلك الموقف الذي يثلج الصدر كثيراً عند مشاهدة خروج المواطنين إلى الشوارع بعد ان تقطعت بهم السُبل جراء الوضع المأساوي الذي يعيشونه من تدهور كافة الخدمات وارتفاع جنوني للاسعار والمشتقات النفطية.

في ظل صمت قيادة البلاد، وصمتها هذا يذكرنا بصمت اهل المقابر.. كل هذا جعل المواطنين ذكور واناث شيوخ واطفال يخرجون إلى الشوارع يعبرون عن استيائهم  وامتعاضهم مما يعانون بتدهور العملة، وعدم صرف الرواتب، مع عدم اي زيادة مع هذا الارتفاع المخيف.

ويزيد الطين بله هو تقرير الأمم المتحدة الذي صدر خلال اليومين الماضيين التي حددت خمس دول عربية ستشهد حالة فقر شديد، ويؤكد وقوع كارثة بكل ما تحملة الكلمة من معنى، وكانت بلادنا ضمن هذه الدول.. رغم ان بلادنا الغنية بكل الثروات التي تذهب إلى جيوب شلة الفساد بتعاون وتساهل وتغاضي دولتي السعودية والامارات المستفيدتان من نهب الثروات، وجرف كل ما هو بطريقهم، وكأنه حق من حقوقهم.

ورغم المأساة التي يعيشها المواطن، تأتي بيانات وادانات واستنكار من سلطة الفساد تتهم هؤلاء البسطاء بانهم يروجون للفوضى والعبث بالأمن، وخلق ذرائع ان الجماعات المسلحة تهدد الأمن والاستقرار.. متناسيين انهم يقفون خلف هذه الكوارث التي أدت بالمواطن للخروج إلى الشارع.

وهنا نقول لهؤلاء الفاسدين، ومعهم دولتي السعودية والامارات.. الذين يخرجون إلى الشوارع هم ابناء عدن وغيرها من المحافظات التي يقال عنها انها محررة.. ليس إرهابيون، وليس كفاراً، وليس مارقون.. بل انهم اصحاب مطالب مشروعة بعد ان بلغ السيل الزبى، وانتم تعيشون في كوكب آخر.

يا هؤلاء الفاسدون العابثون بثروات البلاد.. الجوع كافر..الفقر كافر.. المرض كافر.. الفساد كافر.. وليس هؤلاء كفار.. بل انتم الكفار، اما هؤلاء فقد كفروا بسياستكم الرعناء التجويعية لهم.. انها بداية السيل عليكم مراجعة انفسكم، وان تعلموا ومعكم دولتي السعودية والامارات ان السيل سيكبر، ويصبح اكثر هيجان، ولم ولن تستطيع اي قوة ان تقف امامه لانه سيجرفها.. والشواهد امام ناظريكم.. بعدها لم ولن ينفعكم الندم.. عليكم بالاتعاض من دروس الشعوب المقهورة التي تقولون عنها انها كافرة.. وللحديث بقية ان كان للعمر بقية.. وبس..