آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-11:35م

السلالة الكهنوتية.. علة إزمان التخلف والفوضى

الإثنين - 27 يونيو 2022 - الساعة 12:00 ص

د. علي قاسم البكالي
بقلم: د. علي قاسم البكالي
- ارشيف الكاتب


السلالة الهاشمية علة اليمن الحقيقية من ١٢٠٠ سنة، ولن تقوم لليمن دولة ولا نهضة، ما دامت السلالة الهاشمية باقية في اليمن، وتشكل عصابة سياسية مسنودة بالمذهبية وأكذوبة الآل.

صحيح أن فترات تسلط هذه السلالية المتوردة اللعينة بحساب الزمن التاريخي قليل، وقد لا يتعدى ثلاثة قرون، إذا ما قمنا بتجميع خيوطه وسنينه.. 

لكن حينما نفتش بمنهجية علمية عن علة إزمان التخلف والفوضى والجهل، والفقر، وغياب الدولة في اليمن، وتشرد اليمنيين من بلادهم جيلا تلو جيل، سنجد أن السلالة الهاشمية بعصبويتها العرقية، ونزعتها العنصرية، وحروبها السلالية، وثقافتها الطائفية، ومذهبيتها التدجينية، وثقافتها الاسعلائية، وأطماعها السلطوية، ونزعتها المادية الاقطاعية،  وتأمراتها الخارجية ضد اليمن، كانت ولا تزال تشكل السبب الرئيس بل  الأوحد لكل مأسي اليمن منذ وفادتها في ٢٨٤هجرية وحتى اللحظة، وستظل المهدد الأكبر والأخطر لوجود اليمن، وبناء الدولة، والعائق الأصعب لتحقيق الأمن والاستقرار.

مهمة هذه السلالة المتودة منذ مجيئها وإلى اليوم، تختصر في تدمير اليمن وطمس هوية الأمة اليمنية، وتفتيت الشعب وقتله، ونهب ثروات اليمن وسحق الشعب بالفقر وتحويل عناصر السلالة إلى ملاك وحيدين للأرض والثروة، ونشر ثقافة الفوضى والحروب الداخلية، لتمزيق وحدة الصف اليمني، وافشال أي محاولة لقيام دولة يمنية وطنية.

كل الدول الوطنية اليمنية في التاريخ الوسيط، عملت سلالة الرجس المتوردة على تفككها وتدميرها، من اليعفرية، إلى الصليحية، إلى الرسولية، إلى الطاهرية، إلى الجمهورية اليمنية ونكبة ٢٠١٤م.

لا يكاد يمر جيل تنعم فيه اليمن بالاستقرار والأمن، ففي كل جيل يفجرون حربين إلى ثلاثة حروب داخلية وأكثر ، تقضي على الجيل الجديد وطموحاته، وتعيد بث الخرافة والكهانة والسلالية والعبودية من جديد في أوساط الشعب، كي يظل الشعب يعالج الفقر والجهل والمرض والمعاناة، وتنفرد عناصر السلالة الكهنوتية بالثروات والملذات.

يعيشون في اليمن كعصابة وافدة ممتدة، تحمل عقيدة الغزو والاحتلال والاستعلاء، وتمارس كل أشكال العدوان والإجرام، مما لا يستطيع اللسان والقلم وصفه، دون أن يشعروا أنهم مجرمون وقتله ولصوص وقطاع طرق، بل هم في نظر أنفسهم يمارسون حقهم المقدس في القتل والنهب والسرقة والفيد، لأنهم أوصياء الله على اليمنيين، فالشعب بنظرهم ليس سوى قطيع من العبيد سخره الله لخدمتهم.

الحقيقة المرة هي أن هذه السلالة الكهنوتية المجرمة المحتلة الغازية، كما انها تسببت اليوم في تدمير الدولة، وانهيار الاقتصاد، واحلال الفوضى والعنف، واشعال الحرب طول اليمن وعرضها، وتشريد ملايين اليمنيين، ستظل أيضا علة المستقبل وربما لأجيال طويلة ومتكررة، إذا لم يستطع هذا الجيل انجاز ثورة خلاص تاريخي مكتملة، تنقل اليمن للمستقبل.

* رئيس تيار نهضة اليمن