آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:36ص

محافظ أبين إنجازات وأسوار

الأحد - 26 يونيو 2022 - الساعة 11:53 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


قمت مؤخرًا بعدة زيارات لعاصمة محافظة أبين زنجبار، فطفت بالعديد من إدارات المحافظة حتى أنني زرت مكتب المحافظ عدة مرات، فلم أجد ما يوحي بأن زنجبار هي تلك زنجبار أيام كانت عاصمة للمحافظة، فالحياة فيها رتيبة، وهذا لا شك نتاج الحرب، ولكن ما أثار فضولي ككاتب فضولي أن أسأل عن النمر الأبيني محافظ المحافظة اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، فجاءت الإجابة مخيبة لتوقعاتي، لأنني عندما كنت أزور أبين أجد من أسأله عن محافظها يطلق عليه الألقاب وهو حقيق بها ومستحقها، ولكن اليوم جاءت الإجابة مخيبة، فقالوا: إنهم لم يعودوا يرونه فالأسوار حوله قد ارتفعت، ولم يعد أحد يراه، فتعجبت لذلك.

خرجت من عاصمة المحافظة متجهًا نحو قصر السمة، فنظرت يسارًا فرأيت منجزًا عظيمًا هو منجز كهرباء زنجبار فقلت في قرارة نفسي هذا أحد منجزات النمر الأبيني محافظ المحافظة وهو أحد المنجزات الأخيرة، فتعجبت كيف يغيب اللواء الركن أبوبكر حسين سالم عن مواطنيه؟! كيف يتخفى خلف أسوار السمة؟ فذهبت لمقابلته، لأنبهه لهذه النقطة، ولكنني وجدت أسوار قصر السمة أمامي، وأبواب ذلك القصر مؤصدة عليه، فتدخلت لأنبه الأخ المحافظ من خلال الجوال، ولكن وآه من لكن، لكن للأسف كان جواله مغلقًا، فسألت كيف الوصول إليه، فجاءت الإجابة أنت وحظك، اجلس حتى يخرج لعله يراك.

واصلت طريقي عائدًا نحو عدن غير مصدق لما حل بهذه المحافظة، ودارت في مخيلتي عدة أسئله منها: هل احتجب محافظ أبين عن مواطنيه؟ هل تخلى المحافظ عن أهم صفة فيه ألا وهي تواضعه واندماجه مع مواطنيه؟ هل فضل العمل من خلف الأسوار؟ فالعمل من خلف الأسوار والإنجازات لا يلتقيان إطلاقًا.

حاولت التواصل مع المحافظ، ولم أجد وسيلة إلا وسائل التواصل، فأحببت أن أدخل من خلالها، لأثني على منجزات المحافظ التي كان آخرها كهرباء زنجبار، ولأحثه ليفتح بابه لمواطنيه كما كان، وليزر مكتبه لينظر في أحوال محافظته ومواطني محافظته، وليتابع عن قرب عمل المكاتب، فالأسوار لا تصنع إنجازات.

أخيرًا تحية لنمر أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم الذي أسس لبنية تحتية لمحافظته التي كان أهمها جامعة أبين، وكهرباء أبين، وأهم منجز له نزوله الدائم لتفقد أحوال مواطنيه، وسعيه الدائم ليرمي الجميع السلاح ويشاركوا في نهضة المحافظة.