آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:49ص

(( عيناي ترقب تلك العزة ))

السبت - 25 يونيو 2022 - الساعة 06:00 م

علي المصعبي
بقلم: علي المصعبي
- ارشيف الكاتب


ذات يوم قررت النزول للشارع لانظر حال شعب ذلته مرحلة و ما خلق لذل و انشد أما زال فيهم بقيه عزة أرقب بعين الحزن و البؤس التي إصابتهم ما قد يشيب له الولدان

عيناي ترقب تلك العزة 

امرأة عجوز ذات وقار تمشي في الشارع بخطوات تشعر فيها ألم و حزن و عزة نفس استوقفها عابر سبيل يسألها اي خدمة يا امي تقول له سلامتك هي خرجت من ضيق في بيتها من ألم طريح فراش أعياه الزمان و احفاد يتامى استشهد والدهم ذودا عن وطن تحرر و تخطفه الجبناء عاثوا فيه فسادا و تدميرا ؛ يسألها وهو يعلم من تكون اي خدمة يا امي و ترد شكرا يا ولدي يتجاوز بسؤاله حد التعميم ليدخل في التفاصيل فيقول أتريد فلوس يا امي فتقول و هل رأيتني لشحت على قارعة الطريق ..

لم تعلم أنه محمود زميل ابنها الشهيد حسين الذي اسعفه حسن حظه بذهاب إلى امريكا قبل استشهاد ابنها و عندما علم أراد زيارتها ... توقف يصرخ يا امي تعرفي من انا ؟ قالت لا و الله يا ولدي قال إنا صاحب حسين الله يرحمه احمرت عيناها لتقول انت محمود فبكى و قبل يدها و قال لا انا ابنك محمود اخو الشهيد حسين و جئت لزيارتك و عرفتك حين ابصرتك خارجه من البيت اي عزة النفس هذه يا امي قالت نعم يابني نموت و لا نطلب أحد أو ناخذ من حد ...

عيناي ترقب تلك العزة

طفل في المدرسة فقد اباه و يدرس و يعمل قبل الدراسة موزع للعيش و الروتي في احد المخابز ليعيل إخوانه الأيتام و يذهب كل يوم إلى المدرسة و لكنه يتأخر كعادته لم يعلم المدرسين بأمره فكان هو والعقاب الصباحي اخوان لا يفترقان ...

و ذات صباح أحد المدرسين خارج من بيته ووجد 
طفل العاشرة فوق سيكل مثبت فيه صندوق يوزع الخبر و الروتي و شنطته مربوطه في ظهره صمت عن الطالب و توارى و اخذ يراقبه و عند ذهابه للفرن سمعه يقول لمالك الفرن اسرع بمالي فقد اقترب موعد عقابي و ضربي الذي أصبحت معتادا عليه الضرب هون علي من أن يحتاج  اخواني أحدا" او يسألوا أحد ... تأثر المدرس من هذا الأمر فظهر أمام مالك الفرن و أمام هذا الطالب و عيناه تذرفان الدمع و عندما شاهده الطالب مد يديه ليضرب بالعصا فإذا بالمدرس يحظنه و ينفجر بكاء و يقول نحن من نستحق تلك العصا يابني ...

عيناي ترقب تلك العزة

حدثت مشاده كلامية بين الأسرة فالعملية للاب مكلفه في المستشفى الخاص و جارهم يسمع شاب قرر الرحيل لبلد اخر ليغترب استطاع أن يلملم بعض النقود علها تأمن الغربه له شاهد دموع الام و ابنتها و ابنها موعد العمليه يقترب و لايوجد لهم سند و أباهم بين الحياة و الموت و لديه اخ مليونير في كندا تمت مراسلته بوضع أخيه و لم يرد على أحد لكن أتى في اول رحله و لم يشعر بهم أحدا ... تأثر الشاب من حال الأسرة و ضرب الاسداس باخماس وجد أن المبلغ غير كافي لغربته لكنه كافي لإجراء العملية لجاره فتدخل و قال لهم لنذهب المستشفى لعل الله يحدث أمرا" رأت الأمر ظرفا في يده و هي تعلم بحلمه في الغربه فقالت اياك ان تفرط في حلمك فقال لكل حدث حديث المهم العم صالح يخرج بخير ذهبوا إلى المستشفى و عند وصولهم هناك بادر الشاب لدفع المبلغ و عند استلامه الايصال اذا برجل في عقده الخامس يقترب منه يعتمر برنيطه و كأنه اجنبي و قال انت دفعت عن هذا المريض دون اخبار الشاب بمن يكون فقال نعم هم جيران و المبلغ لم يكفي لرحلتي إلى كندا وهم اولى تبسم حسين و لم يقل للشاب كلمه أجريت العملية و نهض العم صالح و عند عودتهم للبيت قال حسين لزوجه أخيه احضري جاركم يتعشى و عندما دخل عليهم للعشاء وجد الرجل الذي سأله  ... قال له ياولدي دفعت فلوس عملية اخي و انا اتيت لأجله اني ابحث لابنتي عن زوج رجل كفؤ لها وهي حاصله على الجنسية الكندية ودعوتك لاخطبك لها و كل إجراءات السفر جاهزة اي حظ ذلك عيناي ترقب تلك العزة .

حياتنا مليئة بكثير من المأسي و لكنها مليئة ايضا بقصص النبل و العزة تلك فما زالت عيناي تفيض دمعا و دما لشعب ترقب فيه العزة و سيذل الله من اراد له الذل إنه سميع مجيب .