قبل يومين شهدت عاصمة محافظة أبين لقاء الأفرقاء من أبنائها ، و يعد هذا اللقاء الحدث الأهم التي تشهده المحافظة منذ سنوات و لا ريب أن وصف ذلك الحدث بالتاريخي فلايزال حديث الساعة حتى اليوم على مستوى المحافظة و الوطن و بعض عواصم دول الأقليم و الخارج ..
نسمع ان هذا التقارب بين قيادات ضفتي أبين حدث بتعليمات من مجلس الرئاسة و بإشراف من قيادة ألوية العمالقة لكن الرعاية و العمل الفعلي يعود أولاً و أخيراً لمحافظ أبين اللواء أبوبكر حسين ، فالرجل قد تخلى عن الأهداف و الطموحات الشخصية و أهمها السياسية و فضل أن يكون ذلك لصالح محافظته التي أنهكتها الصراعات و الأستقطابات السياسية و العسكرية طيلة السنوات الماضية و التي كان أبناء أبين يدفعون ثمن ذلك من دمائهم ..
أكثر الإحتمالات أن محافظ أبين يرى أن إستمرارية الصراع و التمترس العسكري و السياسي بين الجانبين قد أدى إلى غياب الأمن الذي ن إستغله أعداء المحافظة و حفزهم للقيام بعمليات الإختطافات و التقطع و الحرابة و إنتشار المخدرات و القتل و هذا يعيق خطط السلطة المحلية للتنمية في بعض مديريات المحافظة و كذلك عزوف المانحين الدوليين و الراسمال المحلي للعمل في المحافظة و أنهى الصراع و توحيد الصفوف أمنياً سيضعف الأعداء و بالتالي ستعاود عجلة التنمية دورانها .. و الأهم من ذلك كله هو حقن الدماء الأبينية و عودة روابط النسيج الإجتماعي إليها بعد أن كاد يتمزق كلياً ..
كما قلت كان اللقاء حديثاً للساعة حتى اليوم و تباينت ردود الأفعال حياله و قلة هم من لم يرضهم اللقاء لحسابات سياسية ضيقة قصيرة الأمد ، لكن هناك الغالبية التى أيدت اللقاء على إعتبار أنها خطوة إستراتيجية طويلة الأمد اذا حسنت النوايا و كانت أبين هي الهدف أولاً و أخيراً ..
كانت هناك شخصيات عسكرية و إعتبارية و إعلامية و إكاديمية قد سعت مسبقاً للعمل لحدوث هذا اللقاء و لهم فضلاً فيه ، لكن المفأجاة كانت ختام ذلك بحدوث اللقاء بجهد كبير بذله محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين .. تعظيم سلام و خمس نجمات للمحافظ ..