آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:47م

على حس الطبل خفن يا رجليه !!

الإثنين - 20 يونيو 2022 - الساعة 07:00 ص

د. عبدالكريم الوزان
بقلم: د. عبدالكريم الوزان
- ارشيف الكاتب


مثل شعبي عراقي، يقال للذي تقوده قدماه نحو كل زاعق وناعق، وفي أيام زمان، كان أبو الطبل يجوب الأزقة والحارات، فينادي عليه من لديه مناسبة معينة، وعندها يقف في باب الدار ويصيح بأعلى صوته: (شوباش) فيتجمع الناس ويبدأ الطرق على الطبل، فيخف من يسمع بصوت الطبل من بعيد حتى وإن لم يكن مدعواً للمناسبة، فيقولون له: (ها.... على حس الطبل خفّن يا رجليّهْ)"(1). وخفن من الخفة، أي أسرعن، ويقصد بها سرعة الجري.
الأوضاع اليوم في العراق ضبابية وغامضة ومليئة بالمفاجآت بسبب تعثر العملية السياسية واختلاف الفرقاء وتدخل الغرباء، وكل ذلك مهد الطريق لانطلاق الشائعات والأقاويل وبث الرعب في قلوب الآمنين، وأصبح الناس يترقبون كل ما هو جديد من على شاشات التلفاز ووسائل وبرامج  التواصل الاجتماعي بحثاً عن بصيص أمل يقودهم نحو نهاية النفق المظلم والمرعب، وباتت المسامع تلتقط كل ما يقال من هنا وهناك، ويصدقون ببراءة حتى لو قيل لهم  إن الحصة التموينية  ستوزع عليكم بواسطة الطائرات المسيرة !!  وستعلن ساعة الصفر وساعة (السودة) وساعة (الكشرة) وهكذا ... و(على حس الطبل خفن يا رجليه)!!.
يقيناً فإن البلاد بحاجة اليوم إلى قائد مقتدر متبصر يخاف الله في شعبه،  ولا يخشى لومة أجنبي أو متنفذ في حقه، وهذا القائد لا يمكن أن يأتي من فراغ أو من شرق وغرب، بل مولوداً من رحم الشعب، طاهراً كطهارة من يبصر النور في الدنيا حال ولادته، يحيط به ويؤازره  كل من يؤمن بأن خلاص العراق لا يكون إلا على أيدي أبنائه الشرفاء الطاهرين الأوفياء له ولكل شهيد ارتقت روحه لبارئها في سبيل الدفاع عن شرفه، وخصوصاً من عام 1919 ، حيث خاض الشعب مواجهات سلمية ومسلحة وحتى تحرره واستقلاله وانضمامه لعصبة الأمم المتحدة عام 1932 وإلى الساعة.  
هو العراق بعينه من يجمعنا ونتشرف بحمل اسمه وصداه، هو منبر العلم وجمجمة العرب الذي ولدت على أرضه كلّ الحضارات، وكان مهبطاً للأديان السماوية ومستقراً للأئمة والأولياء، فما أنتم فاعلون اليوم أيها الساسة؟
العراقيون الأصلاء يزمون اليوم على شفاههم حسرة وألماً على مجد أضعتموه أنتم ومن يقف خلفكم، فاخشوا بطشة التاريخ إن بقيتم تهرولون نحو التيه والضياع على (حس الطبل خفن يا رجليه)!

1- عبد الله السكوتي، على حس الطبل خفّن يا رجليّه، الحوار المتمدن، 2-8-2015