حظيت الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي الى عدداً من الدول العربية الأسبوع الماضي، باهتمام كبير لدى المتابعين والمعنيين بالشأن اليمني.
فقد وصفها بعض المهتمين بأنها وجهت ضربة رئاسية قاصمة لقيادة الإنقلاب الحوثي في الداخل اليمني أفقدتهم صوابهم مثلما أفقدتهم ثقة الكثير من مقاتليهم بهم.
خصوصا وأن زيارة الرئيس تزامنت مع الموقف المتعنت الذي تبديه قيادة المليشيات في تنفيذ بنود الهدنة الأممية وتعنتها فيما يخص فتح الطرقات والمنافذ الرئيسية لمدينة تعز على وجه الخصوص.
فما كان لرئيس المجلس الرئاسي الذي هو من ابناء تعز سبق ان شغل منصب مدير أمنها لسنوات، إلا ان يوجه ضرباته المؤلمة لقيادة الانقلاب الحوثي.
فالتعنت التي أبدته الميلشيات الحوثية وعدم استجابتها للأمم المتحدة في فتح منافذ مدينة تعز وطرقها الرئيسية لايعبر عن بأي حال من الاحوال عن كونهم اقوياء بقدر مايعبر عن محاولاتهم الفاشلة في إخفاء ضعفهم عن عيون انصارهم بالإضافة الى محاولتهم ايهام المحيط الإقليمي أنهم القوى المهيمنة على حقيقة المشهد اليمني من الداخل، وهذا الموقف بالتأكيد هو من نسيج وحياكة الاستخبارات الإيرانية لطهران التي تتعامل مع المليشيات الحوثية في اليمن على انهم اداة تابعة لإيران تستخدمهم كيف ماتريد.
وهنا تكمن اهمية الخطوة التي قام بها الرئيس الدكتور رشاد العليمي والتي وصفها بعض المهتمين بالضربة المؤلمة للقيادة الحوثية في صنعاء.
فقد وجه فخامة الرئيس رسالة ضمنية لإيران بشكل غير مباشر، مفادها ان المليشيات الحوثية وقيادتها في صنعاء ستبقى في نظر الحكام العرب مجرد عصابة انقلابية محظور التعامل معها والقبول بها بشكل رسمي مهما كان الأمر.
تبين ذلك بوضوح من خلال الحفاوة البالغة التي حظي بها فخامة الرئيس العليمي في كلاً من دولة الكويت والبحرين وقطر انتهائاً بجمهورية مصر العربية.
لقد أظهر زعماء هذه الدول فرحتهم باستقبال رئيس اليمن الشرعي الذي يمثل هوية اليمن الرسمية، والتي يقيم لها الحكام العرب في قلوبهم وبروتوكولاتها الرسمية مكانة اعتبارية رفيعة المستوى عندهم وعند شعوبهم.
أما بالنسبة للقيادة الميليشياوية فستبقى عصابة معزولة عن محيطنا العربي والإسلامي ولا يمكن ان تحظى بإحترام رسمي من قبل اي دولة حتى عندما يصل أحد قادة هذه المليشيات الى العاصمة الإيرانية طهران فيتم التعامل معهم كجنود مرتزقة لإيران وليس كزعماء.
كما ان الزيارة الرئاسية سالفة الذكر دمرت ثقة الكثير من مقاتلي الميليشيا، بقيادتهم والتي كانت توهمهم ليلاً ونهاراً ان قيادة الشرعية تعيش في الفنادق خارج ولايمكن ان تضع قدمها على الأرض اليمنية في ظل وجودهم.
وقريبا ستسمعون انسحاب الكثير من عناصر الميليشيا، بعد اتضاح أكاذيب قادتهم خصوصاً وقد شاهدوا بأم أعينهم السجاد الأحمر يفُرش في مطارات الدول العربية للرئيس اليمني، الذي اتى من اليمن وعاد الى اليمن.
ومن المؤكد ان اغلب عناصر الميليشيا المغرر بهم أدركوا في قرارة أنفسهم ان الدولة ستبقى دولة والعصابة تبقى عصابة وبعد اليوم لن يكون للأكاذيب الحوثية أي تأثير عليهم، وستظهر الايام القادمة ان عقول مقاتلي الحوثي استعادة رشدها وسينفضون من حول سيد الكهف ومساعديه من كبار اللصوص، وسيعلنون بالمئات في القريب العاجل انهم جنودا لليمن وليسوا عبيدا لشيعة الشوارع، بحسب الوصف الإيراني.