آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

أعيدوا إليّ وطني!

الأربعاء - 15 يونيو 2022 - الساعة 12:00 ص

صديق الطيار
بقلم: صديق الطيار
- ارشيف الكاتب


وطني مسروق.. أرضه مسروقة، سيادته مسروقة، بحاره مسروقة، ثروته مسروقة، كرامته مسروقة، ومواطنوه مسروقون من موطنهم، من أسمائهم، من هويتهم وانتمائهم.
كل قيادات وطني سماسرة، الكل يبحث عن مصالحه الشخصية، وآخر ما يفكرون به ويتذكرونه هو الوطن..
في وطني المكسور فقدتْ الحياة كل مقوماتها وفقد الإنسان قيمته الحقيقية.. فُقِدت المبادئ وماتت الفضيلة، وأصبح القتل شجاعة، والرشوة مباحة، والكذب والتضليل والتزييف والتزوير طريقة للحياة، والعمالة للأجنبي شطارة، والسرقة رجولة، ونذالة المسؤولين والسياسيين تصرفات طبيعية..

في وطني أصبح النفاق هو السائد لدى الكثير من أبنائه، فغابت الوطنية الحقة، وأصبح الكذب والدجل والفبركة والتظاهر بالوطنية هو شعار المرحلة.

في وطني الجريح نعيش اليوم أكثر مراحل تاريخنا ألماً وبؤساً وشقاءً وجهلاً وتخلفاً وحزناً وقهراً وخوفاً وقلقاً..
في وطني المغدور به أصبحت دماء أبنائه أرخص من مياه الصرف الصحي..
لقد قتلونا وسرقونا وباعونا وهجرونا واعتقلونا واغتصبوا كرامتنا، ونكلوا بنا وأذاقونا أصنام العذاب..

في وطني نجحوا في تشكيل الشعب وتدجينه وفق أيدلوجية معينة، حيث بات الناس أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية ضد همومهم الحياتية، وفقد المواطن القدرة على أن يذهب بأحلامه أبعد من الحصول على السلع الغذائية لأفراد أسرته..

في وطني.. لا كهرباء، لا مياه، لا دولة، وإعلام مطبل يهرج ويمرج ويزيف ويضلل.. 
في وطني متاريس وطوائف وفرق وجماعات وأسلحة، وأبناؤه ينهش بعضهم بعضاً.. الدماء تسيل هنا وهناك، ورائحة الموت تملأ الشوارع والأزقة..

وطني الحبيب.. لقد ذبحوك من الوريد إلى الوريد، وجففوا ينابيعك بحقدهم، وحرقوا حقولك بشرورهم.. لقد باعوا ترابك وهواءك وماءك وعزتك وكرامتك وكبرياءك.. اغتالتك أيادي الآثمين.