آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-06:39م

أين المهمشون اليمنيون من عملية السلام.

الثلاثاء - 14 يونيو 2022 - الساعة 12:00 ص
محمد علي الحربي

بقلم: محمد علي الحربي
- ارشيف الكاتب


في الوقت الذي يحاول فيه المبعوث الأممي لدى اليمن والمجتمع الدولي دفع عملية السلام في اليمن وتمثيل كل القوى السياسية والمدنية والشباب في المشاركة في مشاورات عملية السلام باليمن، إلا أن شريحة المهمشين التي تمثل نسبة كبيرة من سكان اليمن بما يعادل أكثر من ١٢٪ من سكان اليمن تظل خارج إطار التمثيل ولم يتطرق المجتمع الدولي أو حتى المبعوث الأممي لدى اليمن إلى إشراكهم في أي تسوية سياسية أو التمثيل في أي مشاورات في هذا الوقت الحرج.

وعلى الرغم من أن المهمشون اليمنيون يعيشون في مناطق نزاع نشطة، ذو علاقة معقدة مع الحرب تتحدى التوصيفات النمطية التي تصنفهم إما كخلايا إذا لم يميلون إليهم أو يكونوا ضحايا الصراع والاستغلال لبعضهم من قبل القوى المتصارعة في البلاد وخصوصًا في مناطق النزاع. فكما يتعرضون إلى مختلف أنواع العنف والاضطهاد في ظل الظروف السيئة.

رغم التحديات التي تواجه مجتمع المهمشين ولكنهم إذا سمح لهم المشاركة في عملية السلام سيلعبون أيضًا أدوارًا نشطة في قيادة الجهود من أجل السلام والتغيير الإيجابي. فالمرونة والبراغماتية والبراعة التي يتملكها العديد من الكوادر والتي أهلتهم الظروف القاسية تجعلهم جهات فاعلة محورية في تغيير بيئة الصراع وخلق سلام إيجابي في مجتمعاتهم.

ما يقارب ست سنوات من اعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2250، والذي يؤكد أن “الشباب يلعبون دورًا مهمًا وإيجابيًا في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتعزيزهما” لا يزال بُناةُ السلام من الشباب مجموعة محددة تشارك في المشاورات والمؤتمرات فلا تزال ثقافة العنصرية والمحسوبية متجذرة في عقول بعض المجتمع اليمني وبمساندة مكتب المبعوث الأممي والمجتمع الدولي، كون شباب وفتيات المهمشين مستبعدين إلى حد كبير من عمليات السلام الرسمية. وقد رافق إغلاق المساحات السياسية أمامهم  ومنعهم من المشاركة في الحكم والعمليات السياسية. حيث أن الإقصاء من عملية السلام يترك أمام المجتمع اليمني " المهمشين" غياب في السُبل للتأثير والمشاركة في عمليات صنع القرار وخاصة تلك التي تؤثر على حياتهم على اليومية وعلى المدى القصير والطويل. كوهذا قد يفوت فرصة تسخير طاقات قيادة الأقليات في تعزيز السلام في الوقت الذي يسعى فيه قادة الحرب إلى إستغلالهم وتوظيف طاقاتهم  في صفوفهم ومع ذلك فإن سيؤثر على علاقة المهمشين في المجتمع الآخر، الذين سيثأر منهم خوفاً من المستقبل، وهو أمر مزدوج في بالغ الأهمية والخطورة للمهمشين.