آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:22م

تفجير مسجد دار الرئاسة… بين الميكافيلية والنص الديني.

الجمعة - 03 يونيو 2022 - الساعة 08:43 م

عادل السبئي
بقلم: عادل السبئي
- ارشيف الكاتب


ترافقت السياسة ، والزيف الديني مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن منذ بواكير عمرها ، فدأبت على العمل من اجل الظهور بمظهر الاعتدال مع الالتزام بقيم الدين فخدعت الكثيرين من العامة بما فيهم السلطة آنذاك.

الذي لم يكن ظاهر للجميع وربما ظهر وتم التغاضي عنه لاعتبارات عدة أن ان هذه الجماعة تعتمد على العنف المسلح وهذا موثق في ادبياتهم ولهذا السبب قتل امامهم سيد قطب.

في الـ3  من يونيو حزيران من العام 2011 ، وبينما كان الشباب في الساحات يهتفون "بسلمية سلمية" ، حتى بحّت أصواتهم ، كان للتنظيم السري "الجناح الجهادي" داخل حركة الإخوان المسلمين رأي آخر.

كانت مهمة هذا الجناح  صعبة ، وكان عليه أن يطبق اولى عملياته النوعية التي انشئ من اجلها ، وفعلا احدث اختراق أمني غير عادي داخل مؤسسة الرئاسة وفعلا كان هناك لهم رجال مدربين تدريب عالي فقاموا بمهمتهم بدقة عالية فكنا على موعد مع يوم دامي راح ضحيته 43 شهيدا من المصلين في يوم الجمعة كان أبرز من استشهد فيها رئيس مجلس الشورى الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني ، وعلي محمد مجور ، واصابة آخرين بجروح بليغة منهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، والرئيس الحالي الدكتور رشاد العليمي.

وبما أنهم جماعة دينية كما يدعون.. سنعطيهم هذا النص ، وهو جزئية بسيطة من دستورهم الذي أوجعوا رؤوسنا بتبليغه… حيث يقول نبي الإسلام محمد: (من دخل المسجد فهو آمن) ، وقال ايضا: ( ان تهدم الكعبة حجراً حجراً خير من سفك دم امرئ مسلم).

هنا يظهر بوضوح ، وبشكل جلي ، وبما لا يدع مجال للشك.. بإنهم جماعة تقول ما لا تفعل وان الدين الذي يدعونه إنما هو وسيلة يمتطونها للوصول الى كرسي الحكم.

وعندما كانت بضاعتهم بائرة ، وأصبحت المناداة بالقيم الإسلامية غير ناجعة ، ولم تؤدي الغرض من المناداة بها قرروا يبحثون عن أقرب وسيلة للوصول الى سدة الحكم ومهما كلفهم من ثمن.

هنا كانت الميكافيلية هي الأقرب لهم من النص الديني ، وهي "الغاية تبرر الوسيلة" فكان تفجير مسجد دار الرئاسة.

يومها ما كنا نعرف أن تفجير دار الرئاسة كان ما هو إلا عملية تدشين لمرحلة جديدة عنوانها الموت ، واستخدام العنف المسلح من أجل الوصول الى كرسي الرئاسة.