نحن نخاطب 8 رؤوساء في بلد أهله بؤساء يعاني من أزمات متلاحقة في طليعتها الكهرباء.. نخاطبكم لأننا لا نعرف غيركم ونحن رعيتكم ، وهذه ثقافة نشأنا عليها منذ طفولتنا ، أن يكون القائد بيده كل شيء ، وأنتم 8 قادة بايديكم الكريمة تمنح المكرمات ، وتلغى القوانين وتوضع قوانين أخرى ، بيدكم اطعامنا ومنحنا الهواء كي نتنفس ، وبيدكم ترسم لنا خرائط قبورنا ومقابرنا الجماعية ، بمزاجكم تدخلونا في الحروب والأزمات، وبرغباتكم تمنحون ثروتنا لمن يشاء من خلق الله ، ونحن نأكل التراب.
هل يعلم المجلس الرئاسي إن الكهرباء تكاد تكون غائبة عن بيوتنا تماما نحن سكان العاصمة عدن، ودرجة الحرارة فيها تجاوزت الأربعين مئوية؟ هل أخبركم المجلس الأعلى للطاقة ..؟.. أم إنهم لم يتجاوزوا حدود نعيم قصر معاشق ولا يعلمون ما يدور خارجها ..؟.
منذ 7 اعوام ومشكلة الكهرباء ثاني أكبر مشكلة يعانيها المواطنون في عدن والمناطق المحررة بعد الغلاء المعيشي، ولا حديث لهم اليوم غير هذين القضيتين ؛ الكهرباء وارتفاع الأسعار، في ظل حالة الغضب الشعبي السائدة في البلاد، في الوقت الذي ينتظرون وعوداً حكومية دائمة بواقع كهربائي أفضل .. لكنها للأسف وعود عرقوبية كاذبة.. أما أن توفروا للناس كهرباء أو ارحلوا غير مأسوف عليكم ، قبل أن تنتفض الناس ضدكم بثورة شعبية غاضبة ستقتلعكم حتى وإن كنتم في بروج معاشيق المشيدة.
7 اعوام والكهرباء غائبة في معظم مديريات عدن والمحافظات المجاورة كغياب العيش الكريم وراحة البال لدى مواطنيها ، الكهرباء ضائعة كضياع مؤسسات الدولة ..أم همّ الناس اليوم ليس المشاكل التي تواجه البلد أو صراعاتكم العقيمة ، إنما همّهم الوحيد هو حالهم التي لم يبقَ منها إلا تلك الروح العالقة في الحياة والمجبرة على العيش تحت ظروف صعبة فرضتها صراعات لا نهاية لها.