آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:40م

ريادة عدن ضرورة

الأربعاء - 25 مايو 2022 - الساعة 04:14 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب


مهما كانت تطلعاتنا وآمالنا كبشر نعيش في بقعة جغرافيا ,وهبها الله بمميزات وملكات وخصوصية , بنسيج متنوع من الأعراق والأطياف والثقافات , بكوادر مؤهلة تنتمي للمدنية , لا تقبل العنف ولا العصبية .

منطقة وهبها الله لتكن مصدر خير واثراء للوطن والأمة , يطمع بها سياسيي العنف , القادمون من أغوار العصبية , ومآسي القبلية , و العنجهية العسكرية , المثخنون ثارات وأحقاد , لتكون أداة من أدوات صراعهم , للوصول لأهدافهم , والكارثة تحل علينا كبشر عند تقزم تلك الأهداف , من وطنية كبيرة , لجغرافيا صغيرة , وكلما طال انتظارنا للفرج , كلما تقزم السياسيين بأهدافهم , لتمسكهم بمصالحهم الضيقة في الحال والمال , وفرزهم العفن للنعرات و النثرات , ويتحولون لمسلك تعطيل للحياة , ومسار أي تحول قد يفضي لانفراجه , بل تعطيل غاية الوجود , و وظائف الموجود .

غاية الوجود هو التعايش (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صدق الله العظيم , وظائف الموجود هي المدينة ( عدن ) , التي يتنفس أبنائها الصعداء عندما يصفو مزاج السياسيين , ويتوافقون على انفراج , يوقف حالة العنف , والسيطرة والتمكين على المدينة عدن , وانتظار إزاحة كل ما هو جاثم على صدر حياة هذه المدينة وابنائها , لتستعيد دورها الريادي , بل دورها السياسي والاقتصادي والثقافي ,وتوظيفها في إيقاف حالة الاحتقان , الناتجة عن العنف , فعدن هي الثقافة والتعايش والمدنية , هي القيم السامية , والقوى الناعمة , التي ستواجه العنف وقواه العفنة , وتكسرها بالعقل والمنطق , وتثري الحياة السياسية بمزيد أدوات التنمية , نحو دولة محترمة تحترم حقوق الناس , و وطن يستوعبهم بكل اطيافهم ومشاربهم واعراقهم , ونظام وقانون يحمي تلك الحقوق وذلك التنوع والتعايش .

اليوم يدب الرعب في عدن , من صراع قادم , قد الفته عدن منذ 67م , عندما اريد لها ان تكون مجرد حلبة صراعات دموية , بمؤامرة دولية , لعصبية المحيط المتخلف , وعساكره الذي قال عنهم الشاعر محمد محمود الزبيري ( العسكري بليد للأذى فطن كأن إبليس للطغيان رباه ) ولازال الصراع مستمر , يتوارثه الأبناء والأحفاد , والانتقام من عدن , وأبناء وأحفاد تاريخ وارث ومنبر يشير له العالم بالبنان , وتعافيه يرعب منافسيه , ويدعمون تناقضات المحيط لتدميره .

من السخرية بمكان ان يمارس السياسي , كل هذا العفن في عدن , المدينة التي خلقها الله وميزها بالخير , وحماها بالبحر , اخذت منه لفضها لكل عفن , عدن مدينة التعايش لا تقبل الكراهية والمناطقية والعنصرية , ولا تقبل تصريحات غبية , عدن اليوم تسخر من هرج ( علقه بالكانبة ) , وخطاب الوعود الكاذبة , وابتزازها وتعذيبها بالخدمات , والصيف قادم , والكرسي لم يتحرك , وسقط الرجولة بلسانها كذبا وزورا وافة , ما بعدها افة .

اصبري يا عدن , فإن دورك قادم , و ريادتك ضرورة وطنية , تحسمها المرحلة التي قصمت الظهور , وأحدثت الفتور , وسيدت كل ما هو سيء ومسيئ , وعبيد الدراهم والارتهان , واتباع الشيطان , و وظائف بيع الأوطان .

صبرك سيثمر , وسيكون لك شرف الريادة كضرورة , سيعود مجدك بعد سقط كل اعدائك , وترتقي بوطن وامة , وترتقي باليمن , وكلا سيعود لوظيفته , الجمال سيعود لبعيره  , و الراعي يرعي غنمه , والمزارع سيعود لمزرعته , والعامل لعمله , وعدن لريادتها وتصول وتجول تحمي حقوق كل هولا , وكلا بمقدار ما يستحقه , فهذه عدن ان كنتم تجهلون تاريخها وإرثها وكوادرها وابنائها .