خلوها في بالكم، يا مجلس رئاسي، الذي يرضى يتنازل في المرة الأولى سيتنازل كثيراً في المرات القادمة..
دائماً.. من الاختبار الأول يتم اكتشاف المستوى والشخصية.. البداية دائماً تكون المعيار..
والمجلس الرئاسي - للأسف - فشل من الاختبار الأول، وقدم أول تنازل للحوثيين بموافقته على اعتماد جوازات السفر الصادرة من حكومة الحوثي للمسافرين المغادرين من مطار صنعاء إلى الأردن وفق اتفاق الهدنة، لتوافق اليوم مصر على تسيير رحلات من صنعاء إلى أراضيها، أيضاً بجوازات الحوثي..
أيضاً، لماذا سمحتم للحوثي أن يفرض عليكم شروطه بأن يتم التفاوض في الأردن حول الأتفاق على رفع الحصار عن مدينة تعز وفتح الطرقات في المحافظات التي تستمر المليشيات في إغلاقها منذ انقلابها وإعلانها الحرب على الشرعية اليمنية الدستورية..؟!
هل فتح الطرقات الذي وافق الحوثيون مبدئيا عليه ولم ينفذوا اتفاقهم حتى الآن، هل يحتاج ذلك إلى مفاوضات، سواء في الداخل أو الخارج..؟!
كذلك الهدنة كانت لمدة شهر فقط، وطلب الحوثيون تمديدها لستة أشهر قابلة للزيادة، دون أن يحققوا من بنودها أي شيء سوى وقف عدوانه على أراضي ومصالح السعودية والإمارات، أما محلياً فيتم بشكل يومي رصد خروقاتهم للهدنة بالتسللات والهجوم المدفعي على المدن والقرى وفي نقاط التماس..
لماذا هذا التخاذل والخوف والموافقة منذ البداية على التنازل لجماعة تعلمون أنها لا تلتزم بالعهود والمواثيق والاتفاقات..؟!
لماذا يا مجلس رئاسي وافقتم على تمديد الهدنة التي لم يحقق الحوثي من بنودها شيئاً واضحاً حتى الآن؟!
ألا تدركون أنكم تعطون الحوثي الفرصة الكافية من خلال تمديد الهدنة لترتيب صفوفه وتجميع قواته لمعاودة القتال..؟!
ألا تهتمون لمعاناة شعبكم بسبب التداعيات التي تسببها إطالة الحرب؟!
ألا تكفي ثمان سنوات من الدماء والتشرد وتردي الوضع العام للشعب الذي أنتم مسؤولون عليه والذي بات يعيش أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم..؟!
