آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:46ص

حقيقة الوحدة اليمنية التي دمرت اليمن بشطريه؟

الإثنين - 23 مايو 2022 - الساعة 10:12 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


لقد كان يوم توقيع اتفاقية الوحدة يوم مشؤوم في تاريخ اليمن شمال وجنوب والذي يريد أن يكذب عليه أن يغير مسار الحقيقة وينشر عكس ما هو صح وهذا من حقه أن يقول ما يريد لكن عليه أن يلتزم الواقعية والصدق والأمانة ويسرد حقيقة الأحداث والأسباب التي أدت إلى فشل مشروع الوحدة كما هي وايضا يشير الى الأمور بطبيعتها المعتادة ويستعرض كل ما حققته الوحدة اليمنية لليمن شمال وجنوب خلال اثنين وثلاثين عاما مضت من يوم توقيعها بين الشطرين من ميزات ونكبات ومن تم دفنها بعد موتها وإذا وضعنا مداخلاتنا في هذا الموضوع سوف نذهب الى حقيقة ما كان يتوقعها الحزب الاشتراكي اليمني  ولا حزب المؤتمر الشعبي العام ولا حزب الإصلاح الاسلامي بشقيه القبلي والايدلوجي، لان كل واحد منهم كان يضمر للاخر في  نفسه العيب والخداع والمكر والكيد والثبور وما كان الشمال وأحزابه وقواه التقليدية ينويه من تدابير خبيثة معجونة بدهاء القبيلة والطائفة  للجنوب بنفس القدر من  الأحقاد  والضغينة خاصة من قبل أبناء  اليمن الأسفل من الذين شاركوا في حكم الجنوب و تربعوا مناصب أرفع في هيكل دولته وكانت النتائج سلبية للغاية.

وأصبح كل بيت في الجنوب وفي الشمال يئن من فاجعة القتل وهول الأزمة وما حدث من السلب والنهب للحقوق المكتسبة للشعب الجنوبي  والأحداث التي شهدها نتيجة تهور القيادات نعم  هناك أطراف جنوبية منقسمة على نفسها منها من يطالب ببقاء الوحدة ويحتفل بذكراها وعنده الحق لان كل الامور لا تزال كما هي الرقم الوطني من صنعاء وموافقة صرف الجواز والبطاقة الشخصية من وكل مفاتيح ورموز الاتصالات الدولية والمحلية من صنعاء والعملة صنعانية والاندماج لايزال قائما على مستوى كل المحافظات وهناك قسم جنوبي اخر يحتفل بيوم اعلان فك الارتباط والذي لم يتحقق شئ وحتى اللحظة.

وهناك من سيقاوم ويخفي الحقيقة ويؤكد على أن الوحدة كانت مكسبا وطنيا وقوميا لأنه استفاد من هذه الوحدة وتقلد منصب ما كان يحلم به أو أن يصل إليه ولم  يدرك بأن الخسارة التي اصابت الجنوب وقدمها شعب الجنوب لا تقدر بثمن وما قدمه أبناء الجنوب من دماء زكية وقوافل من  الشهداء والجرحى قبل الوحدة وبعد الوحدة وكذلك شعب الشمال وتدمير البنية الاقتصادية المتواضعة للشعبين نعم لقد اخطئوا الجميع في قيادة مسيرة الوحدة وكما قد أشرنا الكل لم يكن على مستوى المسئولية الوطنية لأن الحكم كان في الشمال يسير بقدرة قادر وبالعنجهية القبلية والارتهان للإقليم ومن خلال الرشوة  والفساد ولاتوجد دولة والجنوب كذلك خرج من اتون صراعات دموية فضيعة أفقدته توازنه وانضباطه فوجد خط الوحدة هو المخرج الوحيد لعله يحقق مأرب أخرى له ويحسن صورته بين أوساط الشعب الشمالي الذي كان يتطلع بان الجنوب سوف يبني دولة في الشمال لان معول الفساد لم يكن له وجود في نظام  الجنوب لكنه أضاع كل الحسابات عندما قدم الأحد قبل السبت وأخذ الدولة الجنوبية والجمل بما حمل الى دولة لم يكن لها وجود على الأرض في الشمال عدا التلفزيون والإذاعة والصحف الحكومية المشرف عليها جهات إعلامية صفراء تخدم عفاش وبطانته استفادة من الوضع المهرول البعيد عن أصول والتعليم  واتفاقية.

ومن العناصر الذين استفادوا من اتفاقية الوحدة وظهرت عناصر للاسف وقوى تقليدية لم تكن مؤهلة سيطرت على الوضع  العام والأدلة كثيرة  ومن هذه الزاوية توالت الأحداث وتوسعت هوة ومساحة الخلافات ثم وصلت إلى تفجير الوضع العام الذي أفضى إلى حرب صيف 1994 والذي تم احتلال الجنوب من قبل ضباط وعساكر جنوبيون خرجوا في السبعينات وما لحقها من أحداث 1986 التي قضت على معنويات وقوات الجنوب وحتى   اليوم يعاني من ذلك الحدث وأما الذين استفادوا من الوحلة وشاركوا في السلطة أخذوا نصيبهم من الكعكة وطاروا بها الى  الخارج حيث كونوا ثروة كبيرة لانفسهم وفتحوا لهم استثمارات في تلك الدول المعروفة من المال الذي نهبوه وكما قال عفاش الذي لم يكون نفسه من الآن فسوف يسقط في الوحل هذه هي  حقيقة ولمن سلك فيها تاركا خلف ظهره قضية وطن وشعب للأعداء يتصرفون فيه وكما يشاؤون وفعلا لقد كانت نكبة قوية وأزمات معقدة وحتى اليوم ذيولها تسحب نفسها في الجنوب ولا وحدة باقية ولا مكونات سياسة نزيهة حاضرة في المشهد واليمن جنوب وشمال غارق في مستنقع الحروب وواقع بين مخالب الإقليم والعالم لكن ان شاء الله سيكون له رب يحميه والمرتزقة والمتبطحون الذين تركوا الجنوب وحيدا يصارع طواحين الهواء الى نار جهنم أن شاء الله واردون.