آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

( هم يضحك وهم يبكي )

الأحد - 22 مايو 2022 - الساعة 09:09 م

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


هم يضحك وهم يبكي أصبحنا بين حقيقة مؤكدة  نعيشها بكل ظروفها ومأسيها ومعاناتها والأمها ويحدث لنا فيها في بعض الأوقات مواقف وكأنها نكتة أو فكاهة مرتجلة تحدث هنا وهناك تثير الضحك والسخرية بسبب تصرف البعض بعفويته وتعصبه وانحيازه لهذا أو لذاك وتنتج عنها تصرفات هي أقرب للفكاهة والنكتة فعلا هم يضحك وهم يبكي في مجتمع أحاطت به الهموم من كل النواحي.

جلس إلى جواري أثنين إخوه هم من الجيران وأنا أبحث عن مكان في زاوية أو ركن الحافة أجد فيه هواء وظلال من جور الحر والرطوبة والأجواء الخانقة التي نعيشها هده الأيام ومعي إلى جواري قارورة ماء ثلج اشتريتها من أحد الدكاكين القريبة من بيتنا المهم جلسوا إلى جواري وكان يدور بينهم حديث عن صحة عطلة يوم الأحد 22 مايو من عدم صحتها والإلتزام بها هذا يقول أنه با يروح العمل لأنه مش وحدوي ومع فك الارتباط والانفصال والآخر يقول له أنا بأعطل وهذه أجازه رسمية لكل العمال والموظفين بلا هدره ومزايدات وكلام فارغ ماليش دخل بالوحدة ولا بالإنفصال المهم خلوها شريعة ويامصلحين ويامبرحين فكينا بينهم بالغصب بعدما صجونا وخجونا وجابوا لنا الخاوي والداوي خرجنا من بيوتنا نشتي ننفه ندور نشم قليل هواء.

وبعدها أقترب وقت صلاة المغرب وذهبنا جميعا إلى المسجد وهم مكانهم يتناقروا زي البس والفأر وهم إخوة أشقاء ويسكنون في بيت وأحد وكل واحد منهم الله يعلم بحاله مساكين الله بس فيبهم قفزة زي العاشق الكذاب الذي يفرح بالتهم وهم موظفين عاديين وظروفهم نكد وكل واحد منهم معه غرفه وحمام ومطبخ هو وزوجته وأولاده محشورين حشر كل واحد في غرفته والحمى والجوع والظمأ من نصيبهم يكايلهم مكايله وهم حانبين بالعطلة ومش عطلة ولا لهم دخل لا بالبطه ولا بالصليط الله يعينهم على طحينهم المهم المضحك في الأمر أنهم وصلوا لحد التحدي من منهم با يروح الدوام ومن منهم ما با يروح يداوم وصادف تلك الليلة من يوم السبت أن الكهرباء طولت بالانقطاع طافي من قبل صلاة العشاء إلى غاية الساعة السادسة  والنصف بعد خروجنا من صلاة الفجر ونحن جلوس كلاً بجانب بيته طفشان ضيقان كاره للجرم أبو العسكري الذي فوقه منتظر تلصي الكهرباء وأول مالصت كل واحد منا قام يشغل الدينمة حقه من أجل الحصول على الماء والكل تعبان ومرهق وبلا نوم ماسك زام على الدينمة حق الماء باقي النهار المهم دخلنا نلحق لنا قليل نوم مستغلين تلك الساعة قبل أن تعود وتطفي الكهرباء من جديد لأننا خلاص قد فقدنا كل طاقتنا واستنزفت كل قدراتنا والتقينا مع صلاة الظهيرة في المسجد وسألتهم ايش الخبر هل ذهب خالد العمل ودوام ضحكوا الإثنين الأخوة خالد وسعيد ولا واحد منهم خرج ولا ذهب عمل ولا أنتج اي شيئا الكل مرهق وتعبان ولا معه فايدة لا من زعطان ولا من علان وصاحب الخضرة رفض يعطيهم يشتي منهم تسديد جزء من الحساب وصاحب الدكان نفس الخبر وصاحب الصيد المهم تدخلت أنا وبعض أهل الخير وضمنا عليهم واقنعنا صاحب الخضرة وصاحب الدكان يعطوهم طلباتهم وإلا المساكين بايجلسوا هم وعيالهم بلا غذاء والسبب عطلة وإلا مش عطلة يروح وإلا مايروح.

أريد أن أقول حاجة وبكل صراحة لم تعد عطلة 22 مايو أو غيرها من العطل والإجازات الرسمية لها اي قيمة فأكثر الموظفين والعاملين في جهاز الدولة خاصة القدماء عسكرين ومدنين أصبحوا معطلين جالسين في البيوت وهكذا الطلاب خريجين الثانوية والجامعات وغيرهم والحياة كلها معطلة أو شبه معطلة في ضل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية وإجتماعية متدهورة والبعض الأخر يذهب بعد الساعة التاسعة صباحا الدوام يحضر ويرتب ويدبر أمور الغداء والقات وروح ولا معه مهره ولا معه عمل إلا من رحم ربي المهم هم يضحك وهم يبكي والقبقبة للولي والفائدة...!

#المريسي.