آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

الوحدة الصعبة  والإنفصال المستحيل!!

الجمعة - 20 مايو 2022 - الساعة 02:30 م

سامي حروبي
بقلم: سامي حروبي
- ارشيف الكاتب


إذا ما اردنا الحسم والإنتصار لوطننا ولأنفسنا علينا اولا ان نقيم اداءنا منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا لن تُحسم معركة ولن ينتهي الإنقلاب إلا بأقتناع الجميع أن العدو الحقيقي هو ذلك الجاثم على صنعاء منذ ثمان سنوات عجاف تكاد تكون الأسوأ في تاريخ اليمن ..

لن يستقيم الحال إلا بعمل حقيقي من مجلس القيادة الرئاسي يستعيد مؤسسات الدولة ويدعم حضورها..

اقولها كمواطن حريص يتطلع إلى نهاية هذه الحرب التي شكلت معاناة كبيرة على كل ابناء الشعب اليمني  وكانت مردوداتها سلبية جدا وكارثية حتى على المغتربين في الخارج…

اقولها من قلب محب لكل من نختلف معهم ولنضع خلافاتنا جانبا كما ان علينا النظر إلى واقع المناطق المحررة وتقييم الأداء واستبعاد اي فاسد استخدم مركزه الأمني او العسكري أو السياسي او الاداري في الإضرار بالدولة وهدر مواردها واضعافها …

الفساد كلمة قد تبدو بسيطة في تركيبتها لكن تداعياتها على أرض الواقع وممارستها ومظاهرها وحتى تفاصيلها لها ارتدادات عميقة تنخر العقول إذا ما استشرت وتقوض أسس الدول ومؤسساتها هذه حقائق لا يمكن إخفاؤها أو إنكارها بل تستوجب العمل على مقاومتها والحد منها.

اليوم نحن في مرحلة صعبة جدا مرحلة تحتم على الجميع عدم الوقوف في المنطقة الرمادية او التواري عن الأنظار  والتنظير عن بعد …

وإذا ماتحدثنا عن اليمن الإتحادي الجديد علينا ان ندرك انه مشروع عظيم يقسم الثروة والسلطة بشكل عادل مما يضمن إقامة دولة مدنية حديثة آمنة  خالية من الفساد والمحسوبية مستقرة لاتهدد الملاحة الدولية ولا دول الجوار  .

مواطنة متساوية بعيدة كل البعد عن السيد والعبد عن المالك والمملوك…

والوحدة ليست عقيدة ولا مشجباً لتعليق الأخطاء عليها  واليمن اليوم في حاجة إلى خطاب سياسي جديد يخرجه من المأزق التاريخي العالق بين الوحدة الصعبة والانفصال المستحيل.

لا اعتقد أن الشمال لا يزال يملك الحماسة الوحدوية السابقة ذاتها بعد أن اكتشف أنه مضطر لاستعادة ثورة 26 من سبتمبر، والعاصمة المختطفة من مليشيا الإنقلاب قبل المطالبة بالحفاظ على وحدة 22 مايو…

 ولا اعتقد أن الجنوب قادر على المغامرة بإعلان الانفصال رسمياً وصفوفه مفككة، خاصة بعد أن شاهد السقوط التراجيدي لمشروعي كردستان وكتالونيا والموقف المتحفظ للمجتمع الدولي نحو تفكيك الدول القائمة…    

ومن يقول اليوم انه  سيأتي بالجنوب فهو كاذب ومخادع يلعب على وتر الشعارات الزائفة التي من شأنها إطالة امد الحرب وتحويل المعركة إلى المناطق المحررة واشعال فتيل حرب داخلية قد تحرق الاخضر واليابس وقد تمتد لسنوات طويلة ومن لديه بعد نظر يدرك جيدا ان اي مشاريع تفرض بالقوة لن تصمد طويلا وإن صمدت فمصيرها إلى زوال ولكم في التاريخ عبرة..

كل اليمنيين يعرفون الآن أكثر من أي وقت مضى أن الوحدة ليست هوية ولا كرنفالات زاهية وسط محيط من الفقر والفوضى، ولكنها مضمون اجتماعي وسياسي مهموم بحرية الإنسان وكرامته والحفاظ على حقوقه ومكتسباته .

اليوم الشعب يبحث عن حياة كريمة وسيكون مع من سيوفرها له ولم تعد تلك الشعارات مهمة له كما كانت سابقا.