آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

السعادة والسلام .. من صنعاء تجربة مختلفة

الجمعة - 20 مايو 2022 - الساعة 12:53 م

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


زينة ضيف الله شابة واكاديمية سخرت حياتها وكل ماتملك للعمل المجتمعي بكل حيوية ونشاط دون كلل أو ملل بخطوات واثقة وبنفس راضية على كل ما ضحت به في سبيل رسالتها وبطموح كبير.. تتطلع إلى تحقيق نجاحات كبرى.

أنها أبنة المناضل الوطني عبداللطيف ضيف الله.

بعيدا عن التهافهت على دعم المنظمات المانحة والمتاجرة بمآسي المجتمع لتحقيق منافع ومكاسب خاصة.. عملت زينة على اقتطاع جزء من البيت لنشاطها المجتمعي نحو الطفولة..(مؤوسسة الفصل السعيد ) يحوي هذا الجزء المقتطع على العديد من المكاتب والغرف والصالات وساحة الالعاب ..كل هذا في منزل اسرتها.. ولم يكن الأمر لسنة أو سنتين بل أربعة عشر عاما وهي تحارب بصلابة من قوتهاوممتلكات والدها ودعم أسرتها.

وبالتالي فأن هذه النزاهة والتضحية لأجل الهم المجتمي العام قد أكسبها بريقا مختلفا في قوة شخصيتها وثقتها بنفسها ورسالتها وإفكارها.

فما أن تتوقف عندها للحظة ولو عابرة حتى تدرك بأنك أنموذخ مختلف وفريد للناشطات..فسرعان ما تخرج بانطباع ايجابي بأنك لمست من كلامها المصداقية والجدية والشفافية..وشعرت بما تملك حيوية وطاقة كبيرة من الإرادة والأمل وإجادة فن الحوار والنقاش بعقلية متفتحة لا تحمل الضغائن والمواقف العدائية فهي تؤمن وتعمل على نشر السعادة والسلام وهذا يقتضي المحبة والتسامح مع الجميع ومعالجة الأخطاء بحد ذاتها وحل القضايا بهدوء تام مهما كانت التحديات والعوائق في الواقع.

فلم تحصر نشاطها في مجال الطفولة وتكرس كل جهدها وطاقتها النظرية والعملية مع الأطفال.. إلا لأنها تعتقد بأن الطفل هو المادة الخامة والصفحة البيضاء لصنع المستقبل وقيادته..وعلية فإن معالجة مشاكلهم وتحقيق لهم السعادة الشخصية -بالرغم من انه جهد مضني وشاق لها ولفريقها- إلا أن تحدثك بسعادة بالغة كيف غمرتها شعور بالسعادة حين حققت انتقالة لطفل كان لديه مشكلة في السلوك أوالفهم أو النطق والتعلم.. وكما كان هذا مصدر سعادة للطفل وأسرته حتى أصبحا لايقطعا تواصلهم والتعبير عن أمتنانهم للمؤوسسة ورئيستها.

فقد أنتقل مثل هؤلاء من مشكلة سلوكيه أو إعاقة ذهنية إلى أطفال أسوياء وسعداء ومثاليين مع أسرهم ومجتمعهم ونجاحين ومتميزين في دراستهم وأعمالهم وطامحين وجادين في مستقبل أحلامهم.

هكذا حسب فلسفة الأستاذة زينة بأن الخطوات الأولى لبناء مجتمع سعيد يبدأ من الطفل باسعاده وتأهيله لذلك.
وكما تتعمق في موضوع السعادة وسبل تحقيقها على محاور وطرق مختلفة بالإطلاع على ثقافة وتجارب ونظريات الأمم والشعوب والدول قديما وحديثا.

فهي تضع بصمتها الخاصة وتجربته الشخصية علميا وعمليا في موضوع سعادة الطفل.. فكما واجهت وتواجه مشاكل الأطفال يومياً واستطاعت تحقيق النجاحات مع أصعب الحالات فهي أيضا قد قدمت رسالتها للماجستير بهذا العنوان" تطوير الإدارة التعليمية (الفصل السعيد) ودورها في تحقيق الميزة التنافسية في مرحلة الطفولة المبكرة في الجمهورية اليمنية"


في مرحلة الحرب تضاعفت مشاكل الطفل أكثر فظلت الاستاذة تواجه واقع هكذا بهموم وطموح ومحاولات أكبر وبكل تحدي وإصرار في مشروعها العام الذي تتمنى أن يتحقق لكل أطفال اليمن عبر استراتيجية رسمية ..ولازلت تدرسه مع المختصين وتنافشه وتقدمه للمعنيين بكل تحمس وأمل.

أخيرا : فإن مثل هكذا هم وعمل دؤب ونزاهة وتميز ..يعطي دافع كبير للاطمئنان والشعور بالأمل والسعادة ..بأن هنالك من لازل يعمل بضمير وبإخلاق وهموم مجتمعية حقيقية لإنتشال المجتمع من أصعب حالاته بعيدا عن الإثارة الإعلامية والمزايدات المختلفة.
ولذا يجب تشجيع وتكريم وتعزيز توجهات وأنشطة هكذا لاسيما ونحن في مرحلة نبحث عن ومضة أمل للسلام بعد أن أستنزفتنا الحرب والصراعات المختلفة وسئمنا هذه الدوامات والتطرفات.