الفرصة الأخيرة

في اعتقادي ان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي يمثل الفرصة الأخيرة التي يجب على الجميع استغلالها وعدم تفويتها. ومن وجهة نظري ان علينا ترتيب أولوياتنا وفي مقدمتها تفعيل مؤسسات الدولة ولو بالحد الادنى وليس من مصلحة أحد تدمير ماتبقى من شكل الدولة . وان علينا جميعا كأشخاص أو أحزاب أو منظمات مجتمع مدني الوقوف الى جانب مجلس القيادة والحكومة والمساعدة كلآ من موقعه لانقاذ البلاد من حافة الانهيار. وان من يعتقد ان نقل الكلية العسكرية والبنك المركزي من العاصمة عدن يخدم البلد فهو واهم. وان من يعتقد ان تمزيق الجنوب والعمل على تغذية الصراعات من شأنه الحفاظ على وحدة اليمن فهو واهم وغبي. ومن لم يستفيد من اخطاء الماضي لايصنع مستقبل فعندما دخلنا الوحدة ونحن الجنوبيين مختلفين ومتصارعين فشلنا وفشل من يغذي صراعاتنا. ومن يحاول تكرار نفس السلوك سوف يصل الى نفس النتيجة

المرحلة صعبة ومعقدة ومرتبطة بالصراعات الأقليمية والدولية وكل الدول تبحث عن مصالحها وما يخدم شعوبها. ونحن مشكلتنا اننا نتصارع على السلطة وندمر الدولة ، نختلف على اشخاص وندمر وطن ، نبحث عن حلول ترقيعية ونتجنب الخوض في تشخيص المشكلة لايجاد حلول جذرية نبحث عن مصالحنا الشخصية الضيقة ونبيع مستقبل الأجيال القادمة ، نبتعد عن التعليم ونكرس الجهل ونشجع الغش ونعمل على عسكرة المجتمع ونسحب الطلاب من المدارس الى المتارس ونريد ان ننتصر . نبيع الوهم للعامة ونجعلهم يعيشون في أحلام وردية بعيدآ عن الواقع نمارس العنصرية والمناطقية ونجعل من التصالح والتسامح مجرد شعار  وليس سلوك وثقافة ، نسعى الى ايصالها الى عقول الشباب الذين يؤمل عليهم صنع المستقبل.

ان اجتياز هذه المرحلة المعقدة يتطلب تضافر كل الجهود واختيار الرجال المخلصين ذوي الكفآءآت والقدرات الاستقنائيه بعيدآ عن المحاصصة الحزبية والمناطقية 
ولايمكن لأي أمة ان تنتصر بالجهل.
احترامي وتقديري للجميع.

(قائد اللواء ٢٠١ميكا)