آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:09ص

هل يُؤثر العلاج الكيميائي على الخصوبة وبالتالي القدرة على الحمل في المستقبل ؟

الخميس - 19 مايو 2022 - الساعة 07:03 ص

د. اماني صالح هادي
بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


دائما ما يكون هناك تساؤلات من قبل مرضى السرطان الذين يصابون به في سن الخصوبة هل ممكن أن يكون قدرة على الإنجاب بعد العلاج الكيماوي ومدى تأثيره على حياة المريض بعد التعافي .
العلاج الكيميائي يقضي على الخلايا التي تقوم بالإنقسام بسرعة داخل الجسم، و لا يستطيع التمييز في ذلك بين الخلايا السرطانية أو خلايا الجسم الطبيعية و أهمها: خلايا النخاع الغظمي، الخلايا المُبطنة للجهاز الهضمي، الشعر، الأظافر، و أيضاً البويضات في الإناث و الحيوانات المنوية عند الذكور.
بروتوكولات العلاج الكيميائي الحالية ضررها أقل بكثير على الخصوبة مُقارنةً بالبروتوكولات السابقة. فمثلاُ، في حالات الليمفوما من النوع الهودجكين (Hodgkin lymphoma) كان العلاج الكيميائي في الماضي هو بروتوكول (COPP) و للأسف كان يؤدي إلى العقم في حوالي 80% من المرضى، أما حاليا، ومع البروتوكول الحالي (ABVD)، فلا تزيد حالات العقم عن ال 15% تقريباً. 
تبرز قضية الحفاظ على الخُصوبة خاصةً عند الإصابة بالسرطان في سن مُبكر، في الكبار، نرى ذلك كثيراً في حالات سرطان الليمفوما الهودجكين و كذلك سرطان الثدي. و للأسف لا تُثار هذه القضية من جانب الكثير من الأطباء المُعالجين قبل البدء بالعلاج الكيميائي.
بصفة عامة، فإن بروتوكولات العلاج الكيميائي المُستخدمة حالياً في علاج الأورام قد تُحدث اضطرابات أو حتى توقف في الدورة الشهرية لدى السيدات، وقد يكون هذا التوقف مؤقتاً أم مُستديماً حسب سن المريضة، فكُلما كان السن أصغر كلما زادت فُرصة عودة الدورة بعد انتهاء العلاج. أخذ العلاج الكيميائي قد يُعجّل من سن اليأس أيضاً، فمثلاً، لو كان سن اليأس سيحدث عند سيدة في سن ال 48، مع العلاج الكيميائي قد يحدث في نفس السيدة عند بلوغها سن ال  40 فقط. 
العلاج الكيميائي أيضاً قد يُقلل من الشعور بالرغبة الحميمية نتيجة اضطرابات الهرمونات و عوامل و ضغوط أخرى نفسية في مرحلة العلاج.
الحلول التي قد تكون مُتاحة حتي يتمكن مرضى السرطان من الإنجاب بعد تلقي العلاج الكيميائي هي:
- في الذكور: الاحتفاظ بالحيوانات المنوية في بنوك خاصة، يتم عمل ذلك قبل تلقي الجرعة الأولى من العلاج.
- في الإناث، توجد عدة طرق، من أهمها و أحدثها هي أخذ جزء من نسيج المبيض و تجميده ثم الاحتفاظ به في بنوك خاصة، و هذه هي أفضل الطُرق و لكن يعيبها أنها ليست متاحة بسهولة للمرضى، و لذلك لجأ الباحثون و  الأطباء إلى حل آخر .... ففي مريضات سرطان الثدي مثلاً، أثبتت بعض الدراسات السريرية و التحليلية أن استحدام العقارات المُثبّطة لعمل المبايض قد تودي إلى التقليل من تأثير العلاج الكيميائي عليها و بالتالي حماية المبايض مما ينتج عنه فرصة أكبر في عودة الدورة الشهرية بعد انتهاء العلاج الكيميائي، و لكن معظم هذه الدراسات اشترطت أن تكون المُستقبلات الهرمونية للورم سلبية حتى لا تتداخل هذه المُثبطات مع النتائج العلاجية لسرطان الثدي الإيجابي للهرمون. من الأمثلة الأشهر للأدوية المُثبّطة للمبيض هي الزولادكس (Zoladex 3.6 mg) حيث يتم إعطاء أول جرعة منه قبل أسبوع أو أسبوعين من إعطاء أول جرعة علاج كيميائي ثم مرة كل شهر طوال فترة العلاج. جدير يالذكر أن الهيئات الطبية الدولية قد اختلفت من حيث الرأي في إعطاء هذه المُثبطات حيث أن بعض الدراسات الأخرى لم تُظهر لها الفائدة المرجُوة.        

النصيحة:
- يجب على كل المرضى في سن الإنجاب و يرغبون في استكمال عائلاتهم، يجب عليهم التحدُث مع طبيبهم المُعالج عن الطُرق المتاحة للحفاظ على القُدرة على الإنجاب قبل تلقي أي علاج للأورام ... سواء كان هذا العلاج جراحياً أو باستحدام العلاج الكيميائي.
- الحفاظ على عمل المبيضين باستخدام مُثبّطاته هو علاج لا يُناسب كل المريضات و يجب مناقشته مع المرضى و اعطاؤه حسب الحالة.
مع خالص تمنياتي لكل المرضى بالشفاء العاجل بإذن الله.


مقال طبي بقلم د. اماني صالح هادي
#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن.
اخصائية علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني للعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء-حي عبدالعزيز بجانب مسجد الصحابة
مستشارة المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان -عدن
رئيسة وحدة التوعية الصحية للمجلس العربي للاكاديمين والكفاءات -فرع اليمن  
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية