الباحث الأديب متعدد المواهب يحيى محمد جحاف في ذمة الله. الراحل الإنسان يُعتبر رحيله فاجعة؛ فهو من المبدعين المجدين والمجتهدين من أبناء شهارة، شق طريقه بعصامية قل نظيرها. درس المراحل الأساسية في منطقته، وفي صنعاء.
كان يعمل في النهار؛ ليوفر قوت يومه، ويدرس في المساء حتى الحصول على الثانوية. التحق بالكلية البحرية في الحديدة حتى الحصول على البكالوريوس. واصل الدراسة في جامعة صنعاء كما تقول سيرة حياته العطرة بكلية الآداب- قسم التاريخ.
من ضباط البحرية، عمل في الحديدة وعدن، وفي الدائرة المالية بوزارة الدفاع. يشير أنه ابتعد عن العمل الحزبي بقناعة، وانصرف للبحث والإبداع والكتابة في الصحف. ساهم بالكتابة في الصحف الرسمية والأهلية، وله العديد من المؤلفات.
- تاريخ وأعلام آل جحاف العيانيين.
- حجة: معالم، وأعلام.
- العادات والتقاليد في حجة.
- الأدب الشعبي في محافظة حجة.
- والأسواق الشعبية في اليمن.
- ليلة مقمرة- مجموعة قصصية.
- القادم من الشمال- رواية.
- صعدة القضية والإعلام.
وله كتابات لم تر النور عن التعليم، وذكريات وأحداث.
الناقد والأديب أحمد الأغبري يقدم للكتاب "حياة القرية اليمنية"؛ مشيرًا بأهمية دراسة القرية: آدابها، وثقافتها، وفنونها الشعبية، ويرى- ومعه الحق- أن المهمة تقتضي جهدًا كبيرًا تتولاه الجامعة والمؤسسات العلمية؛ مشيدًا بالجهد الذي قام به الفقيد.
الأستاذ محمد القعود- زميل الفقيد في تقديمه لكتاب "الأسواق الشعبية"، يشير إلى أهمية الأسواق في تاريخ الأمم والشعوب وحضاراتها.. أضيف وأيضًا في أديانها وثقافتها وآدابها؛ (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق؛ ليشهدوا منافع لهم؛ وليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام). [الحج: 27].
ولتقديم المنافع في الآية القرآنية مغزى كبير، وفي المدن العربية الكبرى تبني القلاع والمساجد على هوامش الأسواق ومن حولها.
ويشير الأستاذ القعود أن الكتاب العلمي والثقافي والتوثيقي للأسواق الشعبية في اليمن رسم لها صورة دقيقة وشاملة. ويقينًا، فإن أبحاث ودراسات الفقيد عن الآداب والفنون الشعبية في مدينة حجة، وكتابه الأسواق الشعبية، وحياة القرية- من أهم الإصدارات.
رحيل هذا الباحث المؤرخ خسارة أي خسارة؛ فهو إلى جانب ثقافته جم التواضع، وعلى جانب من الخلق والاستقامة والزهد والعطاء.
