آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:03م

بشير سيف قائد الصبيحي.. الاسم اللامع في سماء الحرب

الأربعاء - 18 مايو 2022 - الساعة 12:00 ص

عبدالسميع الاغبري
بقلم: عبدالسميع الاغبري
- ارشيف الكاتب


لا تخفت الشمس إلا لتعود تلمع من جديد، ولا يتوارى القمر نهاراً الا ليطل علينا المساء وهو بكامل وهجه وسطوعه. وفي المعارك يرسم المحارب خطة المعركة وبموجبها ينسحب تكتيكياً لتمويه العدو، فيظن العدو أنه قد كسب الحرب بمجرد أن يرى الانسحاب الخادع؛ وبينما هو منتشياً بانتصاره المزيف، ينقض عليه المحارب بوثبة واحدة فيهلك بين براثنه وإلى الأبد… بشير الصبيحي أحد هؤلاء المحاربين الذين لا تسكرهم نشوة النتائج السريعة ولا تغريهم الانتصار الخاطفة، متمهل في خطواته، يحتاط لسيناريوهات لا تخطر على البال، ويستعد لمواجة الأخطار حتى لحظات النزال الأخيرة.. ولا يطمئن للانتصار حتى يرى جثث الأعداء تنهشها الثعالب وقد مضى على تشييد مترسه الجديد أسبوعاً كاملاً.

في حلكة الليل وفي سوادة المعتم، سطع بشير قائد غبير المضربي الصبيحي، بزغ نجمه ليبدد الظلام الذي عم البلاد وعندما تشتت الجموع وأستسلم الكثير لحتمية سيطرة الحوثيين على الأرض؛ كان له راياً آخر. 
أبى أن يرفع راية الاستسلام لاحفاد السلالة، وشمر ساعديه وببندقيته ذهب يناجزهم في الميادين، يقارعهم بسلاحه وبدهاءه ينصب لهم الفخاخ.. قبل أن يتدخل التحالف العربي لدعم المقاومة ورعايتها؛ ويكون بشير أحد أبرز القيادات الميدانية التي لقنت الحوثيين دروساً بالفداء والشجاعة أبداً لن ينسوها.

لعب الأخ القائد بشير الصبيحي دوراً بطولياً عجز عنه  جنرالات الدولة المَعَطلين، فبينما خلدوا إلى الاسترخاء في بيوتهم تاركين الدولة يعبث بها صبية الكهف، وقد كان يفترض بهم حمايتها وصونها، تكفل بشير ورفاقه بهذه المهمة ولعبوا دور المنقذ، فراحوا ينافحون من أجل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وصون حقوق الشعب؛ وقبل ذلك بالطبع للذود عن دينهم وكرامتهم. وقد فعلوا ذلك باستبسال أدهش كل المتابعين.. وما هي إلا شهور معدودة حتى وجد الحوثي نفسه يتمرغ بوحول الهزيمة ويلعق الذل؛ مطروداً ومشرداً يجر أذيال خيبته وصغاره.

لم ألتقي بهذا الرجل-بشير الصبحي- ولا أعرف الكثير عن أموره الشخصية، كل ما أعرفه عنه هو أن أبي ورفاقه وكثير من المقاومين الأبطال كانوا مقاتلين تحت قيادته، وجميع من سمعتهم يتحدثون عن الرجل يشيدون به ويمجد مسيرته القتالية في ميدان المعارك.. وهذا أشد ما أعجبني به..

في فترة ما من زمن الحرب تسلم بشير الصبيحي زمام الدعم المادي والعسكري والاسلحة والمعدات وكان الدينمو المحرك والمشرف على العمليات القتالية لتحرير عدن ولحج  الى جانب رفاقه الشهيد جعفر محمد سعيد وفضل حسن والتركي وجواس واخرين، وتولى هذه المهام بحنكة وكفاءة وهمة عالية كما يشهد له بذلك رفاقه.

واليوم عاد إلى أرض الميدان ليكمل مشواره الحافل بالانجازات، عاد لينذر الاعداء بشؤؤم الأيام القادمة إذا ما استمروا في تعنتهم وصلفهم، وأبوا أن يرضخوا للسلام وسلموا مؤسسات الدولة وكانوا جزءاً محترماً من هذه البلاد جيزهم جيز غيرهم..