آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

الحضارم .. بين فرحة الوديعة .. وحزن الريان !

الثلاثاء - 17 مايو 2022 - الساعة 01:14 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


انفرجت أسارير الشعب مع بدء وصول تباشير وديعة التحالف لتبدأ على إثرها مسرحيات انهيار العملات الأجنبية في مقابل الريال اليمني ..

فتأرجح الصرف بين التهاوي والانخفاض والعودة ثم التململ وبقاء الوضع فيما بين ذلك.

ومع الفرحة بالوديعة كانت الفرحة بفتح مطار صنعاء ليتبعها التأسف لبقاء مطار الريان مغلقاً حتى الساعة إذ لم يحرك أحد من المسئولين ـ إلا قليلاً منهم ومنهم النائب محسن باصرة ـ ساكناً بالمطالبة بفتح المطار أسوة بمطار صنعاء ..

لتبقى خطوة نجاح الحوثيين في فتح مطار صنعاء وفرض جوازاتهم ( غير الشرعية ) وصمة عار في جبين الصامتين خاصة المسئولين الحضارمة الذين باتوا اليوم في أعلى هرم السلطة ويتبوأون أعلى المراتب والمسئوليات ..

ولم يستطيعوا بكل هيلمانهم وانتفاشتهم وصولتهم فتح ولو نافذة صغيرة في مطار الريان ( فعن أي كرامة وسعي لخدمة الشعب تتحدثون ؟!! )..

بات الحضارم في حزن عميق فهم رغم ثراء محافظتهم وزخورها بالثروات الكثيرة والنفط ـ لا يزالون يعانون الأمرّين جرّاء أوضاعهم المعيشية الصعبة وحال خدماتهم المتردية وأهمها الكهرباء واستمرار انقطاعها بالساعات الطوال ..

واستمرار التعامي عن سماع أصواتهم لفتح مطار الريان للتسهيل على المرضى والمسافرين الذين يتحملون عناء التنقل المضني من منطقة إلى أخرى حتى يبلغوا وجهتهم بشق الأنفس.

وفوق كل ذلك تأتي العجائب والغرائب .. فنرى الهبة الثانية وقيادتها يغردون في واد وهموم الناس في واد آخر فبدلاً من أن يتحركوا لانتشال أوضاع الناس مما سبق ذكره ..

تلاشت مطالبهم الأساسية وبات همهم وشغلهم الشاغل الديزل وتحرير وادي حضرموت واجتماعات تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع .. ولعل آخر تلك العنتريات الفاضية إعلان حالة الاستنفار الشعبي في وادي حضرموت من أجل بضعة أكاذيب وترهات يخدعون بها البسطاء و يدغدغون مشاعر السذّج.

وكما قال أحد أصدقائي العقلاء في تحليل موقفهم الأخير : هو طرح قديم وأفكار متهاوية عنوانها دوماً ( قوى متنفذة فقدت مصالحها ) دون معرفة من هذه القوى ودون تسميتها وإن سموها فإنها لا تعدو في الأخير ( شماعة الإخوان )!!

وفي خضم معاناة الحضارم من أوضاعهم البائسة لم يفعل لهم كل ذلك (اللفيف) الزائف شيئاً لأنهم في الأخير غثاء كغثاء السيل وقناطر عبور لمآرب أخرى، ( ففاقد الشيء لا يعطيه ) ..

لهذا ربما يطول حزننا وتستمر معاناتنا إلى أن يأذن الله بذهابها.. وإذا جرى يوماً تحسين أوضاع المحافظات الأخرى وافتتاح جميع المطارات .. فلن يُفتح لنا من قبل هؤلاء المتصدرين ( الغوغاء ) إلا أبواب جهنم ( عياذاً بالله )..

وفي الختام : اعذروني على هذه النظرة التي تحمل شيئاً من السوداوية .. فالصراخ يأتي من شدة الألم وهؤلاء قد أحالوا حياتنا إلى كتلة من التوجع والألم.