آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

خطوات تصنع الفشل وتطبع مع الحوثية

الثلاثاء - 17 مايو 2022 - الساعة 11:11 ص

بشير عثمان
بقلم: بشير عثمان
- ارشيف الكاتب


الفرحة التي أطلقت بإعادة تشغيل مطار صنعاء شكل من أشكال الاستسلام والتطبيع مع الجماعة الحوثية، لا يمكن حجب هذه الحقيقة أو ادعاء عكسها فهي مشهد نموذجي لاستسلام حمل في طياته الكثير، ، فعلى مدى الثمان السنوات الماضية كان تركيز الحوثي على موضوع المطار، وعلى أن ذلك حصار للشعب اليمني وطالب مرارا بفك ذلك الحصار الظالم عن الشعب اليمني، وهذه المزاعم الاكثر شيوعا في اجندة الحوثي الدعائية نجحت اليوم بفك ما يسميه الحصار  وبالتالي انتصار خطابه السياسي والدعائي.

قد يجادل البعض الان بالاسباب الانسانية ويتجاهل الاهم وهو الاسباب السياسية.

فهذه المعركة لم تكن صفرا قبل اغلاق المطار لتكون صفرا بعد تشغيله.

لماذا سياسية؟

اولا: إعادة تشغيل المطار لا يخفف من المشكلة الانسانية وهو مدخل متواضع لحل المشكلة الانسانية اساساً.

ثانيا: المشكلة الانسانية لم يكن سببها اغلاق مطار صنعاء ورحلة جوية الى هنا او هناك يستحيل أن تعالج هذا الملف الإشكالي أو تساهم في التخفيف منه .

ثالثا: لم يتضمن الملف الانساني معالجات واسعة النطاق لهذا الوضع ولم تشمل المعالجات مناطق وأوضاع أكثر تفاقماً.

والأسوأ من كل ذلك انها مؤقته ودعائية وتصب في مصلحة الحوثي فقط ، وفي نفس الوقت تعزز مشروعيته وهيمنته ولأسباب عديدة.

وللتذكير مرة اخرى: اعادة تشغيل المطار هو هدف للحوثي ونتيجة لجهود الدبلوماسية الحوثية والعديد من المؤسسات والأشخاص وحتى مناطق بعينها تتعاون مع الحوثي وتشتغل ضمن اجندته، وبالمناسبة ايضاً هي خطوة أخطر من اتفاق الحديدة والذي أجهض مسار الانتصار وقوض الشرعية الوطنية واعترف ضمنيا بالحوثية .

والخلاصة اعادة تشغيل المطار انتصار حوثي لا يقل عن انتصاره في مأرب او غيرها فكلها جبهات والمطار احداها.

والخطورة في المشهد اليوم أن الدولة المزعومة قد فرطت بما تبقى لها من سيادة على العاصمة صنعاء وبدون سلاح هذه المرة ولتفشل على كافة الجبهات السياسية والعسكرية والدبلوماسية ، وفي موازة ذلك الفشل أظهر المجتمع الشمالي روح التطبيع والاستسلام بشكل صارخ.