آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:26ص

حسن الظن باب الطمأنينة وراحة البال

الإثنين - 16 مايو 2022 - الساعة 11:42 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


إذا كان ركن الدين حسن الخلق فحسن الظن احشاء الخلق
وماجاء سؤ الظن إلا بالكوارث والنزاعات وضيق الصدر والقلق وشؤم الوساوس .

أن حسن الظن خصلة من خصال الكبار ذوات الاهلية ارباب فقه التعامل ولم النسيج ، ففعل العاقل أن يفقه أن حسن الظن فطرة الله الذي فطر الناس عليها وما سؤ الظن إلا امرأ عارض ، افمن الحكمة تتبع العوارض ونترك الفطرة، مالكم كيف تحكمون.
ولهذا فقد نهل لنا الشرع كثيرا من الادلة في التخلق بحسن الظن وهي :
( وان الظن لا يغني عن الحق شيئا)
ويقول النبي ﷺ يقول: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، .
قد يقول البعض لابد ان يكون المؤمن كيس فطن ، نعم  ولكن هذا يدعم للوصول لحسن الظن ، إذ أن الكيس الفطن لايقيم الاحكام بمجرد الظن وانما يفطن للتثبت والوقائع، إذ ينبغي ان لانبني القناعات على الشك والريبة .
لأن سؤ الظن لايجلب إلا البؤس والقلق وضيق الرزق والاكتئاب والعزلة  وكراهية الناس الذي بدورها تجد مفتاح الكفر وهو الحسد لكونه مفتاح الشر .
بينما حسن الظن مفتاح للخير مغلاقا للشر وما عمل احدا بحسن الظن إلا ارتفع وارتقى وانتصر وعلو شانه وكان له من الله ظهيرا
_ لماذا _
لأن الله خلق القدر وجعل خيره لنا وشره أيضا لنا (فما ظنكم برب العالمين) يقول ﷺ ( كل قضاء لبني آدم خير له ) لهذا فعلينا أن نتيقن بأن خيبة الظن واردة مادمنا على على الأرض وابليس العدول وهذا مالا ينكره عاقل ، ولكن لاتطال من أحسن الظن إلا إذى وليس ضرر لأن الضرر اسم جامع لكل ضرر مادي ومعنوي  يلحق بالانسان، والاذى جزء من الضرر المعنوي وليس المادي فالاذى مستثنى من يضروكم ( لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً ) فهو ليس الاذى المتعارف عليه وانما هو الاذى الناتج من جراء تانيب النفس اللوامة بسبب الظلم الذي ارتكبته في حق نفسك نعم في حق نفس ولان الظلم وضع الشيء في غير محله فقد احسنت الظن في الموضع الخطأ هذه هي خسائر حسن الظن فقط لأن لك من الله ظهير .

ولان سؤ الظن يكون بدافع الخوف من أن يمكر بك أو يكيد لك تحت سطوة وساوس الشيطان ، فان الله جعل لحسن الظن  ضمانان الاهية :
اولهاأن من اراد ألمكر بك سيرتد خائب وسيكون عاقبتة وبال مكره(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) اذن اطمئن.. وتيقن بهذه البشرى ( لَاتَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)
والثانية أن من وسوسة له نفسه أن يسيئ الظن بحجة المكر به فان من اساء الظن به اجبن واضعف من أن يملك تغيير قدرك أو يبلغ ضرك بل ربما سيكون سببا في توصيلك إلى مااجتباك الله لك ولنا الدليل هو مصدرنا واصلنا وسبب وجودنا (آدم) عليه السلام ، فقد ابدى (ابليس) لعنه الله له العداوة أمام الأشهاد وحين جاءه ابليس ناصحا له أحسن الظن فيه وتبعه فما الذي تاذى منه (آدم) أولا” هبط إلى الأرض وهو تحقيق فضاء الله وقدره لآدم في الاستخلاف في الارض .

ثانيا كان مكر ابليس سبب ايجاد المقومات التي يتطلبه المكوث في الارض وهذا يمكن في قوله ( لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا)ولذلك(«بدت لهما سوآتهما») وهذا مما جعل (آدم) يتعلم أول دروس الاعتماد على النفس في توفير متطلباتةالتي سيستعين بها  للتمكين في الارض .
واذا تدبرنا شبه الجملة (لهما) لوجدنا أنها تعني الامتلاك ، والاكثر روعة وتفضيلا" انها لم تذكر في القرأن إلا وجاء معه الخير وألفضل والمنفعة واسباب التمكين .

لهذا فحسن الظن سبيل الرقي مع العباد وفطرة الله الذي فطر الناس عليها ، لذا علينا في حين مسنا طائف من الشيطان بسؤ الظن أن نقول ( قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا) فما لنا لن يضرنا ومالنا  ليس علينا.
فلنعمل بقول النبي ﷺ دع مايريبك إلى مالايريبك...
فان الله يحب معالي الامور ويكره سفاسفها