آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

وكيف يا محافظ بنكنا المحترم ؟

الإثنين - 16 مايو 2022 - الساعة 11:04 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


مضى من الوقت خمسة أشهر وتسعة أيام بالوفاء والتمام والكمال على تعيين الأخ ( أحمد المعبقي ) محافظاً للبنك المركزي اليمني ...
ورغم مرور هذه المدة الطويلة لم يستطع سعادته أن يُحدثَ أي انجاز يُذكر ...عدا ذلك الهبوط السريع لعدة أيام للعملات الخارجية _ والذي هو بمثابة حلَّاية التعيين لا غير _  وسرعان ما تلافى هوامير مافيا الفساد المالي الهجوم السريع , فلملموا قواهم بعد أن شفطوا أكبر قدر ممكن من العملات الأجنبية من أيدي البسطاء, ثم عاودوا الهجوم كرة أخرى ليصل سعر الريال السعودي إلى ما يقارب الثلاثمائة , 
وها هو اليوم يترنح ما بين المائتين والستين والسبعين ويزيد وينقص حسب مزاج الهوامير ,,

السؤال الذي حير عقول المواطنين ..
هل وظيفة كل محافظي البنك المركزي ( السابقين واللاحقين ) _ وصاحبنا واحد منهم _  هي مجرد ديكور , وغطاء لمافيا الفساد المالي ؟
وهل سعادته  عاااجز فعلاً عن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحد من عملية التلاعب بالعملة المحلية ؟ 
أم أنَّه ينفذ سياسة خارجية وقحة المراد منها تركيع الشعب ؟

الحقيقة أنَّني كل يوم أصِلُ إلى قناعة تامة أنَّ هؤلاء المسؤولين القاعدين على كراسي الحكم ...ما هم إلا دمى تُحَرَكُ وَتُدارُ بأيدٍ خارجية , وَتُنَفٌِذُ أجندات دولية... وهم أعجز من أن يتخذوا أية إجراءات عملية تُصَبُ في مصلحة المواطن !!

ويبدو أنَّ سعادة محافظ البنك المركزي واحد من هؤلاء المسؤولين الذين رضوا بأسلوب الدعممة , واكتفوا بلقب ( مسؤول ) وَفَطِنُوا أنَّهم أدوات بيد الغير , وأنَّ بقاءهم على كرسي المسؤلية مرهون بمدى الطاعة العمياء لسادتهم وأولي نعمتهم ..لذلك أفتهم لهم الأمر بجلاء ووضوح , وَفَطِنُوا الحقيقة المغيَّبة عن المواطن ..  فتوجه كل همهم لإصلاح شأنهم , وترتيب أوضاعهم , وحل مشكلة أقاربهم, وشفط ما يمكن شفطه من موارد الدولة , ونهب ما قل وزنه وغلي ثمنه ...والمواطن الغلبان له الله ,,

هذه هي الحقيقة المرة , وهذا هو القول الفصل في مسؤولينا,, ونتحدى أيَّا منهم أن  يُنكر ذلك , أو أن يثبت عكس ما نقول  ؟

لكن وبما أنَّ موضوع التلاعب بالعملة ...موضوع لا يُمكن السكوت عليه , لأن ضرره وأذاه وخطره ... يلامس الكل   حتى الجنين في بطن أمه , تلك المرأة العاجزة عن التغذية المطلوبة لنمو جنينها نمواً سليماً , ومروراً بكل فرد من أفراد المجتمع الذين تطحنهم رحى العملات الأجنبية...فإننا نطالب الأخ محافظ البنك المركزي بكشف الحقيقة , ومصارحة الشعب , عبر أجهزة الإعلام الرسمية , وإيضاح ما يُدار من خلف الكواليس , كما نطالبه بأن يتذكر القسم المغلظ الذي أداه إبَّان تعيينه .

وفي الوقت ذاته نطالب أصحاب الأقلام الشريفة , ورواد وسائل التواصل الإجتماعي أن يعطوا هذا الأمر حقه وأن تتضافر  كل الجهود حتى يتم وضع حداً لقضية التلاعب بالعملة المحلية , لأنَّ السكوت على هذه المهزلة جريمة في حق أصحاب الرأي .

وكم والله يخجل الواحد أن يرى عصابة مارقة مجرمة منحرفة في صنعاء استطاعت أن  تثبت لها نظاماً _ وإن كان بالقوة _ 
فحصل لها استقرار مالي طيلة الفترة الماضية ...
بينما الشرعية المعترف بها دولياً عاااااجزة عن إيجاد حلاً للعملة المحلية رُغم وجود الدعم الخارجي للبنك المركزي .

 وأنا هنا أشعر بالحزن وألألم وأنا أعقد مقارنة بين حكومة شرعية وعصابة إجرامية ...لكنها الحقيقة المرة ,,,

مرة أخرى لازلنا نتعشم في سعادة الدكتور رشاد العليمي أن يُوْقِفَ هذا العبث الغير مسبوق والغير مبرر بحق العملة المحلية ,  وأن يضع هذه القضية في سلم أولوياته ,  وسنكون له عونا وسنداً وجنوداً .

أتمنى من كل قلبي لسيادة الرئيس أن يتخذ إجراءات عااااجلة وسريعة وناجعة ..لأن أسلوب الدعممة والتغاضي عن حل جذري لقضية العملة المحلية ..سيضاعف من معاناة المواطن , وسيفتح الباب على مصراعية لهوامير الفساد ...
لأن المثل يقول :
( من أمِنَ العقوبة أساء الأدب ).